استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد غياب “الوعي الجمعي” لدى الأسر التي خرقت “الحجر الصحي”‬

استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد غياب “الوعي الجمعي” لدى الأسر التي خرقت “الحجر الصحي”‬

أحداث سوس3 أغسطس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات

بالرغم من سريان تدابير الحجر الصحي، إلا أن فئات مجتمعية عديدة أقدمت على خرق التعليمات الصحية التي تحث السلطات المحلية على الالتزام بها مما خلق نوعا من انفلاتات شعبية التي شهدتها مجموعة من الحواضر الكبرى للمملكة خلال الأيام الأخيرة.

وشهدت مدن الدار البيضاء وآسفي وأكادير تجمعات عمومية أفضت إلى نشوء وقائع عنيفة، أثارت استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نددوا بغياب “الوعي الجمعي” لدى الأسر.

وفي هذا الصدد قال محسن بنزاكور، باحث في علم النفس الاجتماعي، إن “المقارنة لا تصح بين مظاهرات الشعب الألماني ونظيره المغربي بخصوص الوباء، لأن المجتمع الألماني احتج بطريقة معقلنة ومنظمة للتعبير عن أفكاره”.

وأضاف بنزاكور، في تصريح صحفي، أن “المغرب عاش ظروفا قاسية على المستوى الاجتماعية، بالنسبة إلى طبقة كبيرة تشكل أساس المجتمع؛ وهو ما تطرق إليه وزير المالية، الذي تحدث عن وجود أزيد من 4 ملايين أسرة تعيش في القطاع غير المهيكل”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن “هذه الظاهرة الاجتماعية تعززت مع الحجر الصحي، الذي زاد من نسبة الحرمان”، مبرزا أن “عيد الأضحى يشكل نوعاً من الأمل الاجتماعي، حيث تنتعش مختلف المهن غير المهيكلة، وتشكل، أيضا، متنفسا للأسر من أجل زيارة الأقارب”.

وشدد محدثنا على أن “عيد الأضحى يكتسي أبعادا دينية واجتماعية في الآن نفسه، لاسيما بالنسبة إلى القاعدة الشعبية”، وزاد مستدركا: “لما كانت الصورة بهذا الشكل، فهي تخفي المستور.. لكن خرق الحجر الصحي لا يرجع إلى عدم وعي الإنسان، أو الأمية المتفشية في صفوف السكان”، وتابع: “الانفلاتات مردها إلى وجود فئة اجتماعية واسعة تشكل خطرا على المجتمع، هي فئة المراهقين والشباب، ففي كل مناسبة اجتماعية نؤدي الثمن غاليا بسبب التجمعات العمومية، سواء تعلق الأمر بشغب الملاعب، أو الأعراس التي تنقلب إلى مآسي، وغيرها من المناسبات التي تنقلب رأسا على عقب”.

وسجل الباحث في علم النفس الاجتماعي “تراجع المواطنة، مقابل بروز الفوضوية، مثلما وقع في الحي الحسني بالدار البيضاء، حيث توجد فئة من الشباب المغاربة تؤمن بأن الطريقة المثلى للعيش هي ‘السيبة’ والفوضى”.

“يجب أن نأخذ الدروس من الوقائع الأخيرة، لأن فئة المراهقين والشباب أصبحت مهملة، بسبب غياب منظور ثقافي من شأنه بناء المواطن، إذ تغيب المسابقات الفنية والأنشطة الثقافية مقابل تشجيع العنف والعنف المضاد”، يورد الجامعي ذاته، الذي ختم بالقول: “في وقت الأزمات يظهر المعدن الحقيقي للشعوب”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *