تتخذ ظاهرة التسول أشكالا متعددة بعدما أصبحت حرفة تدر أموالا طائلة على أصحابها، بل أضحى ممتهنوها يبدعون أساليب احتيالية أو إجرامية للتأثير على المحسنين وكسب تعاطفهم، منها ما يشكل عناصر تأسيسية لأفعال إجرامية خطيرة تصل إلى حدود الجنايات.
فمؤخرا، أحالت مصالح ولاية أمن أكادير على النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة ذاتها، مجموعة من الأشخاص، رجالا ونساءً، للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أفعال إجرامية تتعلق بامتهان التسول الاعتيادي.
ومن بين القضايا الغريبة التي تمت معالجتها من طرف مصالح أمن أكادير، تلك المتورطة فيها سيدتين، في عقدهما الرابع، بعدما تم ضبطهما متلبستين بالتسول بإحدى المدارات الطرقية للمدينة باستعمال أساليب تدليسية عن طريق التظاهر بكونهما تنحدران من إحدى الدول العربية عبر إشهار لوحات تشير إلى ذلك، مع حمل أقمشة ملفوفة بغطاء للتحايل على مستعملي الطريق بتوفرهما على أطفال رضّع.
كما تم توقيف سيدتين كانتا تتسولان بأحد الشوارع المعروفة بالمدينة، مصطحبتين طفلين، وكانت المفاجأة كبيرة عندما تم العثور بحوزتهما على مبلغ مالي مهم متحصل من عملية التسول واستجداء مستعملي الطريق.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن المعالجة الأمنية/القضائية الصرفة لظاهرة التسول وحدها غير مجدية، في ظل ارتفاع حجم المبالغ المالية التي تدرها هذه العملية على ممتهنيها بسبب تعاطف المواطنين وإغداقهم على المستولين بالأموال، وبالتالي تشجيعهم على الاستمرار في امتهان هذه الظاهرة السلبية.