أحداث سوس
شهدت مساء اليوم الجمعة 18 يوليوز 2025 ، جماعة أنشادن، التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها، افتتاح مهرجان التبوريدة في نسخته الخامسة ، وسط أجواء وصفها عدد من المتابعين بـ”الباهتة” والتي لا ترقى إلى حجم الدعم المالي المقدم له، والذي قُدِّر بنحو أزيد من 150 مليون سنتيم، وفق ما راج من معطيات لم تؤكدها الجهات الرسمية بعد.
هذا الرقم الكبير، إن صح، أثار موجة من الاستغراب والغضب في أوساط الساكنة، خاصة أن الجماعة تُصنّف ضمن المناطق الفقيرة والمهمشة، والتي تعاني من نقص حاد في البنية التحتية، ومرافق الصحة، والتعليم، والماء الصالح للشرب. وكان الأجدر – حسب تعبير عدد من الفاعلين المحليين – توجيه جزء مهم من هذا الغلاف المالي إلى معالجة هذه الإشكاليات الاجتماعية الملحّة بدل صرفها على فعاليات محدودة التأثير.
ورغم المبررات التي يطرحها المنظمون تحت عنوان “التنوع الثقافي” و”إحياء التراث الشعبي”، إلا أن شكل الافتتاح وطابعه المتواضع طرح علامات استفهام كثيرة حول طرق التدبير وفعالية صرف الأموال العمومية، في ظل غياب تام لأي تقرير مفصل أو توضيح للرأي العام المحلي.
وما زاد من حدة الانتقادات، هو غياب الرؤية الواضحة حول الجدوى الاقتصادية والاجتماعية من تنظيم المهرجان، وسط صمت مريب من طرف المجلس الجماعي، الذي يُفترض فيه أن يتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام الساكنة.
أين هي الأولويات؟
يتساءل العديد من أبناء الجماعة: كيف يُعقل أن تُخصص عشرات الملايين من السنتيمات للتبوريدة والاحتفالات، في وقت يعيش فيه المواطن البسيط بين أزقة تفتقر للإنارة والماء الصالح للشرب والطرق المعبدة؟ بل إن بعض المدارس في الجماعة ما زالت تعتمد على أقسام من البناء المفكك ، والمستوصف الوحيد يعاني من خصاص في الموارد البشرية والتجهيزات.
دعوات للمحاسبة والشفافية
وفي ظل غياب معطيات دقيقة حول كيفية صرف هذا الدعم، يطالب عدد من النشطاء بفتح تحقيق شفاف، سواء من طرف الجهات الرقابية أو من لدن المجتمع المدني، لكشف تفاصيل الدعم ومصيره الحقيقي، خاصة في ظل تنامي الأصوات الداعية إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي انتظار توضيحات رسمية، يظل مهرجان التبوريدة بأنشادن مثالا على مفارقة صارخة بين البذخ الاحتفالي من جهة، والواقع اليومي المُرّ للساكنة من جهة أخرى، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول أولويات التنمية المحلية وجدوى تمويل المهرجانات في الجماعات المهمشة.