بعد أن بات مؤكدا أن مسؤولا بالدائرة الجبلية لاقليم شتوكة أيت بها قد شملته حركة التنقيلات الأخيرة، وبعد أن شرعت مختلف المجالس الجماعية بالإقليم، إلى جانب الفعاليات الجمعوية، في تنظيم لقاءات تكريمية لفائدة أطر الداخلية المغادرين، عرفانا بما أسدوه من خدمات لهذه المناطق، وتكريسا أيضا لثقافة الاعتراف، نظير ما بصم عليه هؤلاء ضمن مسارهم المهني بالمنطقة، من مقاربة تواصلية ناجعة وحضور ميداني الى جانب الساكنة في معالجة عدد من القضايا، وما أبان عنه هؤلاء من وطنية صادقة تجلت في مواقف إنسانية واجتماعية خاصة في فترة كوفيد وغيرها من المحطات، أمام ذلك، لم يجد مسؤول غادر المنطقة سوى مرؤوسيه لفرض تكريمه، بعد عدم اتخاذ أية مبادرة من طرف المجلس الجماعي، إذ يعد ذلك إشارة قوية تحمل رسائل غير مشفرة من المجلس إلى المسؤول بأن مسوغات التكريم توفرت في مسؤولين بالمناطق التي جرى فيها تكريمهم، فيما غابت في هذه المنطقة، نظرا إلى العقلية المتحجرة التي استعملها المسؤول في معالجة انشغالات الساكنة وعدم الاكتراث بقضاياها مكتفيا بالتدبير الإداري الصرف، دون أية مقاربة أخرى تضع الساكنة في صلب الاهتمام.
حفظ ماء الوجه لن يكون بفرض تكريم يعلم من يقف وراءه أنهم مجبرون، غير مقتنعين، تكريم غير نابع من “الخاطر” كما يقال، ورسالة تجاهلك من طرف المجتمع المحلي، إشارة إلى أن المنصب في الطريق إلى الزوال، اجلا ام عاجلا، ودرس في ضرورة احترام خصوصيات كل منطقة وساكنتها، بدل العجرفة وعدم الاكتراث.