سعد الدين بن سيهمو
تواظب قبيلة إمخين بدوار ازنتو بجماعة ايت وادريم اقليم اشتوكة ايت باها ، على تنظيم لقاء سنوي داخل المدرسة العتيقة ازنتو ، يجمع كافة أبناء القبيلة الواحدة من الجنسين ، هذا اللقاء السنوي الذي يغلب عليه الطابع الديني يطلق عليه أمازيغ سوس “لْمْعرُوف” نسبة إلى الكلمة العربية “المعروف”، الذي يقترن دائما بالأمر إلى كل مافيه صلاح للناس .
يلتزم أبناء القبيلة بالحضور إلى هذه المناسبة هم وأبناؤهم، وعلى الرغم من بعد المسافة، فإن ذلك يكون ضروريا وواجبا عليهم ،وذلك لإحياء صلة الرحم والتآزر الإجتماعي، فكانت النماذج كثيرة ، إذ منهم من حضر من الرباط، الدارالبيضاء، وجدة ،ومكناس .
وكان الجميع منصهرين مع عادات وتقاليد المنطقة، فالرجال والأطفال يرتادون اللباس الرسمي للرجال، وهو “الفُوقية” او الجلباب ، والإناث سواء الفتيات أو النساء فهن كذلك يلبسن زيّ المنطقة التقليدي “أدَّالْ”.“أَمْلْحَافْ“ ،زِد على ذلك الجلابيب…
يبدأ الاستعداد لـ”لمعروف” منذ مدة على أن يقام في وقته في شهر أكتوبر اي بعد اسبوعين من موسم أيت باها ، ويتولى أمر جمع مبالغ مالية تكفي لسد الحاجيات ما يسمونه مزاحا “مجلس الشيوخ” ؛حيث تسند لهم الأمور في وضع تصور واضح للموسم، وطريقة الاستقبال والحضور، وما يمكن ان يقوموا به في يومهم، وبحلول اليوم الموعود تكون الاستعدادات وسط القبيلة على قدم وساق، حيث ينخرط جل أبناء القبيلة في تهييء المكان المقرر فيه “المعروف”، وتبقى اهم الطقوس :الذبيحة التي يتم اختيارها بعناية فائقة من طرف لجنة، وغالبا ما تكون بقرة سمينة تكفي لسد الحاجيات من الأكل للحاضرين والضيوف والزوار، حيث يجتمع الرجال والصبية ، تحت شجرة شامخة قرب المدرسة العتيقة وافرة الظلال شاهدة على سنوات أجيال خلت ،لما تحمله من دلالة رمزية تحظى باحترام كبير ويمنع اقتلاعها أو اللعب بأغصانها ،حيث تتم وجبة الفطور تحت ظلالها وتعلق الذبيحة بأغصانها ؛إذ يُتَولى أمرها في عمل تسلسلي تجسيدا لروح التضامن…معية الأذكار و الدعاء .لينصرف الجمع بعد ان يتم الدعاء للجميع .