في إطار مخطط التسريع الصناعي ، تعثر مشروع الحي الصناعي بأولاد تايمة يربك حسابات المسؤولين بإقليم تارودانت

في إطار مخطط التسريع الصناعي ، تعثر مشروع الحي الصناعي بأولاد تايمة يربك حسابات المسؤولين بإقليم تارودانت

أحداث سوس1 ديسمبر 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

أثار تعثر مشروع الحي الصناعي بأولاد تايمة ارتباك عدد من المسؤولين على مستوى جهة سوس ماسة وذلك بعدما عرف هذا المشروع الذي يندرج في إطار مخطط التسريع الصناعي لجهة سوس ماسة عددا من الصعوبات التي حالت دون إخراجه إلى حيز الوجود..
وقد ازدادت حدة الارتباك عقب صدور بلاغ للديوان الملكي يوم أمس الخميس، والذي أفاد أن الملك قد استفسر حول تقدم تنفيذ مخطط التسريع الصناعي لجهة سوس ماسة، الذي سبق له أن ترأس انطلاقته في 28 يناير 2018 بأكادير، والذي يشكل المنطلق للتنزيل الجهوي للاستراتيجية الصناعية الوطنية، ليثير العاهل المغربي الانتباه لتعثر هذا المخطط، الذي لم يعرف أي تقدم منذ إطلاقه، داعيا القطاع المعني، إلى تضافر الجهود، وتحمل مسؤولياته، قصد الإسراع بتنزيله داخل الآجال المحددة.
فبعد مسلسل التعثر الذي واكب مشروع الحي الصناعي بأولاد تايمة منذ بدايته والذي وضع المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير المجلس الجماعي في موقف محرج خصوصا وأن المشروع يقع بالقرب من المطرح الجماعي كما أن التصميم الذي وضعه المسؤولون لم يكن في مستوى تطلعات الحرفيين الذين اضطروا في وقت سابق إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر جماعة أولاد تايمة احتجاجا على عدم اعتماد المقاربة التشاركية أثناءوضع تصميم هذا المشروع مما أفضى إلى تصميم لم تراع فيه طبيعة الحرف ولا حتى المعايير المتعارف عليها في إعداد الأحياء الصناعية، حيث تميز بضيق الأزقة وضيق مساحة المحلات إضافة إلى الثمن المرتفع للبقع والذي لا يتناسب مع القدرة الشرائية للحرفيين.
وضعية دفعت عامل الإقليم للتدخل بعدما تم إدراج مشروع الحي الصناعي بأولاد تايمة ضمن مخطط التسريع الصناعي لجهة سوس ماسة الذي تم التوقيع عليه شهر يناير الماضي بأكادير بحضور الملك محمد السادس، ليتم إعادة هذا المشروع إلى نقطة الصفر والقيام بإحصاء الحرفيين في انتظار إنجاز دفتر تحملات جديد والبحث عن الوعاء العقاري، ثم المرور إلى عملية توزيع البقع على المستفيدين بعد استكمال الإجراءات الإدارية اللازمة في الموضوع.
غير أن هذا الموضوع سرعان ما طفى على السطح من جديد بعدما انتفض الحرفيون الذين أرهقهم الانتظار مما دفع المكتب المحلي للنقابة الحرفيين المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى إصدار بيان موجه إلى الرأي العام وذلك بعدما فوجئ المكتب بإعطاء الانطلاقة الرسمية لإنجاز السوق الأسبوعي الجديد على بقعة أرضية متواجدة داخل الحي الصناعي، معبرا من خلال البيان عن استعداده تنظيم وقفة احتجاجية يوم التدشين أمام الحي الصناعي بأولاد تايمة وذلك احتجاجا على عدم التزام المجلس الجماعي بوعده بتخصيص الأرضية موضوع تدشين السوق الأسبوعي لحل المشكل التقني للحي الصناعي، هذا في الوقت الذي انشغل فيه المجلس الجماعي في البحث عن حلول لتسويق الحي الصناعي وإبعاد المطرح الجماعي للنفايات إلى مكان آخر وذلك بعدما تقدم بطلب الاحتلال المؤقت لإحدى البقع الغابوية المتواجدة بالحدود الترابية لجماعة الكدية البيضاء قصد إنشاء محطة لتجميع النفايات المنزلية والمشابهة لها، كما استطاع إبرام عقد شراكة مع مصالح المياه والغابات بخصوص هذا الموضوع، غير أن ذلك لم يكن بالأمر اليسير بعدما تأججت الاحتجاجات وسط بعض هيئات المجتمع المدني بكل من أولاد تايمة وجماعة الكدية البيضاء التي قامت بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر جماعة أولاد تايمة للتعبير عن رفضها القاطع تحويل المطرح الجماعي إلى مكان قريب من التجمعات السكنية ومن المجال الفلاحي والغابوي بالمنطقة.
وفي انتظار إيجاد حلول توافقية ترضي جميع الأطراف لا زال عدد من المواطنين يتساءلون عن مصير مشروع الحي الصناعي بأولاد تايمة، وهل سينجح المسؤولون في تقديم هذا المشروع كأحد المشاريع التي يعول عليها في تشغيل اليد العاملة وتنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة؟. سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة..
إدريس لكبيش

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *