إذا تأملنا الوضع جيدا فإن جريمة شمهروش هي نتاج فكر جماعي مفلس جدا يتداخل فيه الجهل و التطرف و عدم التسامح الديني و رفض تقبل الآخر المختلف عنا عقائديا أو ثقافيا ، و ايضا نتيجة عدم الوضوح في نمط عيش المغاربة الذي يولدون مسلمين بالوراثة و بقوة القانون ، فهم ايضا من يستهلكون الكحول و في نفس الوقت دينهم و قانونهم يجرم ذلك ، هم من لهم الحق قانونيا بالزواج من القاصرات في حين هو اغتصاب غير مقبول إنسانيا و بقناع شرعي ، في حين نجد أن لدينا هوساً أمنيا في سجن و معاقبة كل من سولت له نفسه ممارسة الحب في إطار العلاقات الرضائية التي يجرمها المشرع ، الشيئ الذي يخلق لدينا كبتاً جنسيا خطيرا يتحول في رمشة عين إلى عمل عدواني و حيواني ، و بجولة بسيطة في مئات الصفحات الإلكترونية بإمكانك رصد عدد هائل و مخيف من التعليقات الحاقدة على المرأة باعتبارها كائنا جنسيا يجب حجبه و تغطيته و قمعه و ضربه و قتله ، و من لم يفعل ذلك بأخته و زوجته فهو ديوث جبان يجب ذبحه و التخلص منه ، هذه هي حقيقتنا المرعبة التي لا مفر منها و التي تعشش للأسف في عقول الأجيال الحالية و الناشئة ، قد يقول فلان بأن الإرهاب هو ظاهرة عالمية و تدار خيوطه من الخارج ، فأقول له بأن الفكر الإرهابي المعاصر أصبح ذو طبيعة انشطارية و يراهن أكثر على التربة المناسبة لنموه لاعتماده على الذئاب المنفردة التي تتشبع بالتشدد دونما توجيه عمودي بل بالفكر الذي يجوب الإعلام المسموع و المكتوب و التربية و مواقع التواصل الاجتماعي ، لقد صدمنا صدمة كبيرة لجريمة إمليل التي ذهب ضحيتها سائحتين أوربيتين أرادا المبيت ليلا في الخلاء كي يستكملا هوايتهما في الاكتشاف و التماهي مع الطبيعة ، فهل تستطيع امرأة مغربية أن تمارس رياضة المشي على الكورنيش أو في إحدى المنتزهات و تلبس لباسا رياضيا عاديا سواء في الصباح الباكر لساعة الرونو أو في المساء أو الليل كما هو جار به العمل في الدول الأوربية ، أكيد سيتم نعتها بأقذع النعوت و ستتعرض لوابل من القصف الجنسي و العنف المادي و المعنوي ، مصيبة اوصافي .
بقلم ياسين أحجام