التحكيم السوسي : حصيلة أداء ضعيف … وتراجع مخيف

التحكيم السوسي : حصيلة أداء ضعيف … وتراجع مخيف

أحداث سوس26 مارس 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات

متابعة : بلال النوعماني

خرج التحكيم السوسي لهذا العام بمحصلة جيدة من السلبيات والأخطاء التي أثارت الضجيج والفوضى على الساحات الرياضية وفي مواقع التواصل الاجتماعي كانت سلاسل من الإرهاصات والتحليلات والتنبؤات تدور رحاها وترمي بما ترمي به من شرر مستهدفة واقع التحكيم السوسي، الذي غير مجرى هذا الموسم بشكل غير متوقع، نظرًا للأخطاء الكبيرة التي ارتكبها بعض الحكام وأثرت في نتائج عدد من المباريات، ليقلب هذا المستوى المتواضع، الموازين، فبعد أن تميز في الموسم الذي سبقه وحظى بإشادة من جميع المتداخلين في اللعبة ؛ تراجع الأداء التحكيمي في الموسم المنصرم وشهد مستواه هبوطًا حادًا.

طاقم الجريدة أخرج الوضعية للحياة؛ و برز أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع النسبي في التحكيم السوسي :

** على المدير الجهوي ” بلخاتير” مواجهة العاصفة :

بيئة الرياضة لدينا ليست طاردة، فواقع التحكيم لم يختلف لدينا كثيرًا، ولكن الإعلام ضخّم الجانب السلبي فأعطاه أكبر مما يستحق، فالحقيقة التي لا غبار عليها ان مدير المديرية الجهوية للتحكيم “احمد بلخاتير” رجل اجتهد وأعطى الكثير من الوقت والجهد للحكام، وعليه أن يواجه العاصفة لأنه في موقع المسؤول عن كل ما يجول داخل كل بساط أخضر تابع لعصبة سوس.

** قرارات الحكم تؤثر فيها الميول :

أصبح الحكم السوسي اكثر مما مضى يتأثر بميوله في اتخاذ قراراته، ويبعد نزاهته التي كانت هي في الاصل من تحدد القرار داخل الملعب ؛ بل ويعدم الأمانة باعتبارها المقياس والنبراس الذي يجب أن يضعه الحكم أمام عينيه، و أصبح ينحاز للفرق المقربة ، و يطبق مبدأ الكيل بمكيالين و سياسة المحسوبية و الزبونية بعيدا عن الشفافية و النزاهة.

** الإنتقاد الصريح :

إن الحكم جزء لا يتجزأ من اللعبة، و مهما بلغ مستواه ؛ فالانتقاد الحاد لهم لا مناص منه بعد كل لقاء يديرونه، وعلى الحكم أن يكون جاهزًا لمثل هذه الانتقادات والتصريحات، ويجب عليه أن يتقبل ذلك، ويسلّم أنه جزء لا يتجزأ من عملهم الذي يقومون به ، بعيدا عن كل التعقيدات اللاشعورية للحكم.

** اصرفوا حقوق الحكام

ليس هناك حكام متواطئون كما يدعي البعض ؛ فالأخطاء جزء من عملهم داخل المستطيل الأخضر، وأفضلهم أقلهم أخطاءً، صحيح أن هذا الموسم خرج التحكيم ضعيفًا بخلاف الموسم السابق، والدليل الإستعانة بحكام جامعيين منذ بداية الموسم للمباريات الحساسة ؛ اذ هناك فرق استفادت من هذه الأخطاء وهناك أندية تضررت، الحكم داخل الملعب لا يهتم بمن فاز أو بمن خسر، بل يهتم بنجاحه.

بيد أنه مازال مجموعة من الحكام ينتظرون صرف استحقاقاتهم المادية منذ زمن بعيد ؛ خاصة عندما قادوا بطولة وطنية بمدينة أكادير؛ بل زادت الطينة بلة عندما اعتمدت العصبة سياسة الخصخصة لإرضاء الفرق على حساب الجسم التحكيمي عندما أصبحت اللجنة هي من تدبر أمر إمتيازات الحكام و بتأخر كبير .

فالحقيقة ان التحكيم السوسي يعيش أزمة تسييرية،
وعلى اللجنة أن تدرس جميع المشكلات وتتفحصها بعناية للوصول إلى حل، من خلال المعسكرات وصرف حقوق الحكام، وباختصار يحتاج الحكام إلى غربلة شاملة، وإذا ما استمررنا بالقول أن التحكيم لدينا ممتاز، ستستمر الأخطاء ولن نتقدم خطوة أخرى في هذا المجال.

** احموا الحكم و اعتنوا به

لا يختلف اثنان من المتتبعين للشأن الرياضي بجهة سوس؛  أن مشكل التعدي على الحكم أصبح “بعبع” يهدد سلامة و امن الحكم قبل و أثناء و بعد المباراة؛ بل و قد تستمر تهديداته مدى الحياة ؛ فالحال أن الطاقم الشرطي الذي يجلس فوق كرسي بعيد عن الملعب و يضع الرجل على أختها، و يشاهد المباراة مستمتعا بأطوارها؛  فهو لا يبالي بأي خطورة قد تصيب الحكم في بدنه بل الفريق الضيف و من معه ؛ فكثيرة هي الأحداث التي طرأت بملاعب سوس ؛ و عديدة هي نماذج هؤلاء.

فالأخطاء جزء من اللعبة، ولكن عدم تقبل الشارع الرياضي لها يخلق مشكلة، ففي كل دول العالم تتضرر أندية ومنتخبات من أخطاء التحكيم، وانظر إلى الدوريات الأخرى بل إلى العصب الأخرى وغيرها، فلا بد أن يكون هناك حماية للحكم، حتى يشعر بالأمن ويمارس عمله على الوجه المطلوب، أصبحنا نشاهد كل من هب ودب يتحدث عن التحكيم وينتقده نقدًا هادمًا لا يقصد به البناء مطلقًا، الإعلام له دور كبير وهو سلاح ذو حدين، ويجب أن يوجه التوجيه الصحيح لدعم الحكم السوسي والرفع من مستواه، والذي لن يتطور إلا بالدعم المادي من قبل اتحاد القدم، والمعنوي من قبل الإعلام الرياضي المتزن، والذي يناقش المشكلات للبحث عن حلول وليس زيادتها، فالناس لدينا يعلمون بأخطاء الحكام ولكنهم لا يتقبلونها.

** تعيينات عشوائية … و “المهياوي” في فم المدفع :
منذ تخرج الفوج الأخير لمدرسة التحكيم؛ والفئات الصغرى للفرق المنضوية تحت لوأء عصبة سوس متضررة من التحكيم العشوائي ، فكل مرة و حال حكم ؛ بل و قانون حكم وسطا كان أو مساعد ، فالعشوائية و الحل السهل في تعيين الحكام الجدد جعل “الناجم المهياوي” في فم المدفع ؛ و أصبح تلك القطرة التي أفاضت الكأس؛  جالبا انتقادات شديدة اللهجة من رؤساء الفرق السوسية و من مدربي الفئات العمرية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *