المهدي احجيب
يعيش المجتمع الكروي بالمغرب حالة يرتى بها أخدت به التركن في المستعجلات طالبا يد العون والمساعدة للخروج من هذا المأزق الراهن الذي ظل شبحا يهدد مستقبل اللاعب المغربي على كافة الأصعدة ؛ و الحصيلة ضعف المستوى العلمي و الدراسي لهؤلاء، و الفئة القليلة هي من تتقن اللغة العربية بكل آدابها؛ فما بالك بلغة أجنبية أخرى.
مستوى محدود و تموضع جغرافي متأزم ؛ جعل اللاعب المغربي قبل أن يتابع دراسته ينصب تفكيره نحو عالمية المستديرة و الخروج بنتيجة ايجابية و الثأر من جلدة منفوخة بالهواء بأي طريقة رغم المشاكل و العراقيل التي قد يواجهها في مساره الرياضي بالأحرى الكروي ، لكن أمام هذا التصور فكرة القدم ليست مغربية محضة و إنما هي تشعب في القارات و تآلق في دول العالم بأسرها، ليضع اللاعب المغربي في فم المدفع لضعفه اللغوي و الدراسي و حتى الأدبي.
مفارقة عجيبة و معضلة حقة أسقطت اللاعب خالمغربي في متاهة الجهل و عيب بل عار على لاعب محترف لا يتقن حتى اللغة العربية وعلومها و أصبحت أغلب كلماته تنحصر بين ” انشالله” و “الحمد لله” ؛ فيما هضم باقي الكلمات الآخرى و جعلها في عداد المفقودين و الموتى ؛ و غالبا ما تكون هذه الفئة من أبناء الشعب و الطبقة الكادحة.
و ظلت الفئة القليلة من هؤلاء من يتقن اللغات و مستواه الدراسي جيد ، ذلك بسبب تداعيات عدة مرتبطة بالوسط الاجتماعي الراقي؛ و انتماءه لعائلة ربما من الطبقة البرجوازية هي الفئة التي لا تظهر إلا في حلقات خاصة و استثنائية؛ و تختفي طيلة الموسم الرياضي ؛ لتكون هذه المجموعة الأمل الوحيد للتغطية عن مهازل اللاعبين الآخرون في مختلف الفرق المحلية.
ظاهرة الغباء و الضعف الدراسي شبت نيرانها بملاعب الكرة بالبطولة الاحترافية المغربية ؛ و أحرقت الطبيعة الخضراء لرقعة الميدان بكلمات مملة جعلت المتتبع للشأن الكروي يحس بالاستياء و الامتعاض؛ و أصبح يعرج نحو متابعة مباريات القارة الأوروبية و حواراتها الصحفية المتميزة بعيدا عن لغة الخشب المغربية للاعبين.