المهدي احجيب
لا يختلف اثنان من مستعملي صفحات المواقع الإجتماعية على كون حسابهم الشخصي أصبحت “الطرولات” مهيمنة عليه بشكل كبير ؛ و التي تشكل محط اشتغال الكثير و فرصة ل ” التقشاب” و إضاعة الوقت ؛ لكن اغلبيتها تمس الواقع المعيشي و تقرب الحياة الحقيقية التي يعيشها المواطن داخل دولته ؛ و ما أثار حفيظة مستعملي هذا الحساب هو مناقشتهم لواقع الشاب المغربي بعد نهاية شهر رمضان و ما يتعرض له أزمات نفسية تخرجه من عالم البر إلى عالم الخيال المجنون في إطار كبت جنسي و مخدر يومي .
فالحال ما إن يحل شهر رمضان حتى يتغير شكل المغرب على جميع الأصعدة ؛ فالإدارة تغير وقتها، الأسواق تبدل من بضائعها، التلفاز يضع خارطة برامج جديدة، والأهم من هذا أن المواطنين المغاربة يغيرون من طقوسهم وعاداتهم، بعضهم يغير من وقته ليحتل الدين عنده المكانة الأسمى من خلال قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح، وبعضهم يجعل من رمضان فرصة سنوية للراحة ولقضاء الكثير من الوقت بين العائلة والأصدقاء، فيما البعض الآخر لا يعنيه من رمضان سوى كونه مجرد طقس للصوم حتى لو قضى اليوم بطوله في ضيافة سلطان النوم، دون الحديث عمن لا يعنيهم لا رمضان ولا غيره من الشهور الهجرية ما داموا لا يدخلون في دائرة الإسلام ؛ لكن ماذا بعد رمضان؟ ؟؟
سؤال يطرح نفسه بالخط الأحمر الغليظ ؛ إذ ما يسمع الشاب موعد عيد الفطر حتى تجده يستعد لقضاء ليلية جنسية مع حبيبته التي ربما لم تصم رمضان و لو يوما فيه ؛ و من منهم من ينظم ندوة مع زملائه لتدارس ما يمكن فعله ليلة العيد و ما الخطط والبرامج بل لوازم الدراسة من مخدرات و معجون ؛ ليكون بذلك الشاب المغربي ضحية مجتمع مدني متأزم؛ وضعه في فم المدفع .