صدر مؤخرا عدد جديد من مجلة الشرطة، مقترحا على القراء ملفا حول التواصل داخل المديرية العامة للأمن الوطني، و”خاصا” عن “التواصل الأمني في الأزمات.. جائحة كورونا نموذجا”.
وخصص العدد ال36 من المجلة حيزا مهما من محتواه إلى التواصل داخل المديرية العامة للأمن الوطني الذي يمثل “أكثر من مجرد إجراء”، وأصبح يشكل “وظيفة قائمة بذاتها” تطورت بمرور الوقت إلى “وظيفة استراتيجية لكل منظمة ولبنة أساسية في التدبير”.
وفي هذا الملف، اهتمت أسرة تحرير المجلة ب”التواصل والانفتاح”، متوقفة بالأساس عند التوجيهات الملكية السامية والأحكام الدستورية، مشيرة إلى أن المادة ال27 من دستور 2011 “رسخت الحق في الحصول على المعلومات باعتباره من الحقوق الأساسية المكفولة لجميع المواطنين”.
وبخصوص الرهانات والتحديات المتعلقة ب”التواصل الأمني”، سجلت المجلة في هذا الصدد، أن “تأهيل موظفي الشرطة في مجالات التواصل ومعالجة المعلومة الإعلامية أصبح شرطا أساسيا والتزاما مهنيا راسخا”.
وأضافت أنه “إذا كانت وظيفة التواصل تخضع للهيلكة والاحترافية والرقمنة، فيمكن اليوم القول بأن التواصل داخل المديرية العامة للأمن الوطني تمت مأسسته وأضحى احترافيا”،باعتباره أصبح “يحظى بمكانته دخل المنظومة الإعلامية الوطنية، كما أن الجهود المتواصلة المبذولة لعصرنته كانت مثمرة”.
وأشارت المجلة إلى أن هذا تطور واحترافية التواصل داخل المديرية العامة للأمن الوطني أفضيا إلى ميلاد وظيفة جديدة هي وظيفة “الناطق الرسمي باسم المديرية” الذي يضطلع بدور “الوسيط بين المؤسسة الأمنية والجمهور والإعلام”.
وتضمن هذا العدد من المجلة حوارا مع السيد بوبكر سبيك، عميد الشرطة الإقليمي، والمسؤول عن الخلية المركزية للتواصل وكذا الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. يجيب من خلاله على أسئلة تتعلق، من بين أمور أخرى، بالأهمية التي يكتسيها التواصل اليوم في نطاق العمل الأمني، وبأهمية توفر ناطق رسمي باسم المؤسسة الأمنية.
وفي نفس الصدد، يتوقف عميد الشرطة الممتاز، السيد رضا شبوح، عند مهام “منسق ومدير متابعي حساب التواصل الاجتماعي (ِCommunity managerِ ) لحسابات المديرية العامة للأمن الوطني الرسمية، والذي يهدف إلى ”توحيد الخطوط التحريرية لحساب (تويتر) وصفحة المديرية على (فايسبوك)”.
كما يضم هذا العدد حوارا مع المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، الذي يتقاسم رأيه حول استراتيجية التواصل للمديرية العامة للأمن الوطني، وكذا الصورة التي تكونها وسائل الإعلام والجمهور عن الشرطة ومهانها، مسجلا في هذا الصدد أن “هذه الصورة تحسنت كثيرا اليوم. ويمكننا الحديث عن عملية انعكاس كامل”، وهو ما يعد برأيه، “نتيجة لرؤية استراتيجية واضحة اعتمدت رافعات قوية: توظيف جيد وهادف، تأطير للعناصر، وتدريب فعال.. إلخ”.
من جانبه، توقف المدير المركزي المشرف العام على هيئات التحرير التلفزية والرقمية لقناة (ميدي 1 تيفي) وإذاعة (ميدي 1 راديو)، السيد عمر الذهبي، عند تفاعل المديرية العامة للأمن الوطني مع وقائع تتداولها وسائل الإعلام، موضحا أن “تفاعل المديرية اليوم مع وقائع تتداولها وسائل الإعلام أو يتم التنديد بها علنيا من طرف أفراد أو جماعات أظهر أن هذه المديرية تلتزم باحترام حق المواطن في الحصول على إجابة على تساؤلاته أو انشغالاته بخصوص الأمن الفردي أو الجماعي”.
من جهته، أجاب السيد خافيير أوتاثو إلكانو، مدير وكالة الأنباء الإسبانية (إيفي)، على أسئلة تتعلق بنموذج “علاقة فعالة وتكاملية بين الشرطة ووسائل الإعلام”، وكذلك مقارنة بين التواصل الذي تنتهجه المديرية العامة للأمن الوطني ونظيرتها الإسبانية.
ودائما في إطار هذا الملف، اهتمت المجلة كذلك بالتواصل المرئي أو “علامة الشرطة”، مع التركيز على الزي الرسمي والاكسسوارات الأخرى التي تشكل الهوية البصرية للشرطة، وبتسليط الضوء على الوسائل اللوجيستية الحديثة “المتناسبة مع التطورات التي تشهدها المهن والجريمة”.
وبخصوص ركن “خاص”، اهتمت المجلة بعمل المديرية العامة للأمن الوطني في زمن جائحة كوفيد-19، مشيرة إلى أنه بفضل توجيهات المدير العام للأمن الوطني “تم إرساء مخطط عمل مناسب لضمان التطبيق الصارم للاستراتيجية الوطنية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد”.
وكتبت المجلة أن “التواصل كان عنصرا أساسيا في تدبير هذه الأزمة”، موضحة أن المديرية العامة للأمن الوطني “شرعت في سياستها التواصلية في بداية الأزمة وبمجرد الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية على المستوى الوطني.”
وتميز هذا الركن “الخاص” بمساهمة من مدير الإعلام بوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد رشيد ماموني، حول “وسائل الإعلام العمومي، حصن منيع أمام الأخبار الزائفة”، حيث أكد أن وسائل الإعلام العمومي تصدت بسرعة لموجة الأخبار الزائفة “حالة بحالة مع السلطات المعنية لتفنيد الافتراءات والاتهامات والتشهير ولتبديد مخاوف المواطنين، الذين يتم قصفهم بالأخبار الزائفة على هواتفهم النقالة”.
وفي ختام هذا العدد ال36، حرصت مجلة الشرطة في ركنها “حدث” على الاحتفاء، بالصور، بمرور 64 سنة على إحداث المديرية العامة للأمن الوطني، وهو “يوم رمزي بالنسبة لموظفي المديرية على جميع مستويات التسلسل الهرمي” و”يوم تحتفي فيه كل وحدات الشرطة، بنسائها ورجالها، مرتدين زيهم الأزرق المتميز بكل فخر بكافة أنحاء التراب الوطني، بذكرى تأسيس مؤسستهم الأم”.