بدأت محلات بيع الملابس التقليدية بمدينة إنزكان، منذ العشرية الأخيرة من شهر رمضان المعظم، في عرض منتوجاتها من الجلاليب و « الجابادور »، والبلغة والكنادر والقفاطن، ويبقى الغائب الأكبر في المعادلة، أسبوعا قبل عيد الفطر هو الزبون والمستهلك، وحسب مهنيي القطاع، فالسبب هو « كورونا وتبعاتها على الأسر المغربية ».
تاجر لبيع الملابس التقلدية بالسوق اليومي (القديم) لإنزكان، أكد بأن تبعات جائحة كورونا، مازالت ترخي بضلالها على القدرة الشرائية للساكنة وزوار المدينة، والدليل أن أغلبهم يكتفي بالسؤال عن الاثمنة، والبحث عن بديل لتقليص المشتريات من هذه الملابس، التي تعتبر إحدى طقوس العيد بسوس.
وأضاف التاجر، والذي قضى في المهنة أزيد من 30 سنة، بأن مرتادي السوق هذه الأيام، يكتفون باقتناء لباس الأطفال خاصة، بحيث تم تسجيل إقبال طفيف على ملابس هذه الفئة، خاصة الجابادور والجلباب التقليدي والركابية والطربوش الأندلسي.
غير أن مايؤرق بال التجار اليوم، حسب متحدثنا، كون تجارتهم تضررت للسنة الثانية على التوالي، فكورونا عصفت بالقدرة الشرائية لأغلب الأسر المغربية، وأغلبهم اليوم يحاول توفير مستلزمات اسرته الأساسية من مواد غذائية وتسديد فاتوارت الماء والكهرباء والأقساط البنكية عند البعض، مع تسجيل توقف تام لبعض القطاعات وفي مقدمتها السياحة ومايرتبط بها من مهن وحرف .
وبالتالي يبقى تخوف التجار حسب نفس التاجر : « هو تكرار كساد السنة الماضية، فبالرغم من الإقبال في آخر لحظة على الملابس التقليدية، وايام السبت والأحد، وقبل العيد بيومين أو ثلاثة، إلا أن ذلك لايُمَكن التجار من تغطية مصاريف السنة بأكلمها، فأغلبهم يركز على مناسبتين أساسيتين لبيع هذا الصنف من الملابس، وهي عيد الفطر وعيد الأضحى، وبعض المناسبات العابرة كالمناسبات العائلية من زواج وعقيقة، والتي تبقى محدودة ».
وعن حسنات كورونا، يقول المتحدث: « اليوم وبحكم إغلاق الحدود، فمن حسنات كورونا، أن كل المنتوجات التي تشاهدونها معروضة في المحلات بإنزكان، هي مغربية الصنع 100%، من جلابيب وبلغة و « صلايات »، وغيرها من الأدوات التي نستعملها في العيد، كما أن المناسبة منحت للصانع التقلديي المغربي أن يبدع في ابتكار أشكال جديدة من الملابس التقليدية، فتنفننت يده في نسج أنواع من الجلابيب و (الكنادر والفواقي).
وعن الأثمنة، يجيب المتحدث : « هي في متناول المستهلك، ونحن على علم بما وقع ليجيبه من نزيف وجفاف جراء الجائحة، لذلك فالملابس التقليدية تبتدئ من 60 درهما بالنسبة للفواقي والكنادر، وبخصوص سقفها لايمكن تحديدها، فمن الجلاليب مايبلغ ثمنه أزيد من 4000 درهم، والأهم أن كل من قدم إلى انزكان للتبضع، فحتما سيجد ضالته، ولن يعود خاوي الوفاض».
عبد الرحمن رب أسرة من مدينة القليعة، في بداية الأربعينات من عمره، قال ، بأنه قدم إلى إنزكان لاقتناء ملابس تقليدية لابنيه، وانتقل بين عدد من المحلات التجارية المتواجدة بكل من السوق الأسبوعي (الثلاثاء)، والسوق اليومي المعروف بالسوق القديم بالمدينة، ورست رحلة البحث عند التاجر عبد الله، حيث وجد ملابس لابنيه وبثمن مناسب يلائم ميزانيته.
و عن عدم اقتنائه ملابس العيد لنفسه أو زوجته، أجاب متحدثنا: « ربما سأكتفي بإعادة تصبين وإصلاح جلابية اقتنيتها قبل سنتين، ولم أتمكن من ارتدائها إلا في مناسبات قليلة، وبخصوص زوجتي، فهي تتقن الخياطة، وعملت على شراء مايلزمها لإعداد قفطان العيد بنفسها ».