على ضوء القضايا البيئية الملحة التي تواجه العالم، يهدف مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، العالمي للتربية على التنمية المستدامة الذي ينعقد في نسخة افتراضية من برلين في الفترة الممتدة ما بين 17 و19 ماي الجاري، إلى أن يشكل محطة رئيسية لإعطاء دينامية للإطار الجديد للتربية على التنمية المستدامة لعام 2030.
وتهدف هذه الدينامية إلى بناء عالم أكثر عدلا واستدامة من خلال تعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة لبناء أنظمة تعليمية تساعد المتعلمين من جميع الأعمار على الانخراط بمسؤولية ونشاط في مجتمعات أكثر استدامة وكوكب صحي.
كما يشكل المؤتمر فرصة لتوعية الرأي العام العالمي بخصوص تحديات التنمية المستدامة، لاسيما أزمة المناخ وتدهور التنوع البيولوجي، والدور المحوري الذي يضطلع به التعليم باعتباره عاملا رئيسيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهة أخرى، يهدف هذا الحدث العالمي، الذي ينظم بتعاون مع الوزارة الاتحادية الألمانية للتعليم والبحوث، إلى إطلاق البرنامج العالمي الجديد “التربية على التنمية المستدامة لعام 2030” للفترة 2020-2030 وخارطة الطريق المتعلقة بتنفيذه.
كما تناقش أعمال هذا المؤتمر الوسائل المثلى لتسخير التعليم لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي والاقتصادات الخضراء والدائرية والتقدم التكنولوجي وإقامة علاقات مرنة مع الكوكب من خلال التعليم.
كما سيتدارس المشاركون في هذا الحدث وسائل تعزيز قدرات المعلمين وتمكين الشباب واتخاذ إجراءات محلية من خلال تسخير التعليم لخدمة التنمية المستدامة.
وفي ختام أشغاله، يرتقب أن يعتمد المؤتمر “إعلان برلين للتربية على التنمية المستدامة” الذي سيتضمن دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة والتزامات من قبل المشاركين في هذا الحدث.
من ناحية أخرى، سيكون المؤتمر مناسبة لتشجيع الأطراف المشاركة على الالتزام من أجل إطار جديد للتربية على التنمية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك المبادرات الوطنية المتخذة لهذا الغرض، وتوسيع وتعزيز الشراكات وإمكانيات التواصل فيما يتعلق بالتربية على التنمية المستدامة.
وفي هذا الصدد، ستسعى اليونسكو إلى ضمان أن تغذي نتائج المؤتمر المحطات الرئيسية الأخرى التي ستقام هذه السنة، بما فيها مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ 2021 (كوب 26) ومؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2021 (كوب 15).
يشار إلى أنه كان من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في يونيو 2020، لكن تم إرجاؤه بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويضم برنامج هذه التظاهرة العالمية عقد جلسات عامة تفاعلية للنقاش والحوار وجلسات متزامنة تقترح نقاشات أكثر عمقا، وورشات عبر الإنترنت ومعارض وفضاءات افتراضية للحوار. وذلك بخمس لغات رسمية هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعربية.
يذكر أن خطة التربية على التنمية المستدامة لعام 2030، الذي أقره المؤتمر العام لليونسكو في دورته الأربعين وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين، يعد إطارا جديدا للتربية على التنمية المستدامة، ويأتي إثر برنامج العمل العالمي من أجل التربية على التنمية المستدامة (2014-2019).
كما تركز خطة التربية على التنمية المستدامة لعام 2030 على مساهمة التعليم في تحقيق أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. كما تهدف إلى إعادة توجيه التعليم والتعلم من أجل المساهمة في التنمية المستدامة وتعزيز التعليم والتعلم للجميع.