فوز الاتحاد المغربي للشغل كان منتظرا لهذه الأسباب
رئيس النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام
كيف استقبلتم كرئيس لنقابة إعلامية منضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل خبر فوز الاتحاد بالانتخابات المهنية واحتلاله المرتبة الأولى على مستوى المركزيات الأكثر تمثيلية؟
يجب التأكيد في البداية أن هذا الانتصار كان أمرا منتظرا، بالنظر للعديد من المعطيات التاريخية والراهنية، وأعتقد أن الاتحاد كرس نفسه كنقابة مواطنة تنتصر للشغيلة وتدافع عن حقوقه، وهو مسار نضالي متطور في الزمن، كما أنه لا يجب ألا ننسى أن الفوز يجسد انتصارا لعمل دؤوب طوال خمسة سنوات من الاشتغال اليومي والممارسة النقابية على أرض الواقع، ولهذا قلت إن الإنتصار لم يفاجأني، وإنما عزز يقيني بقوة هذه النقابة التي اعتز بالانتماء إليها.
من جهة أخرى، يمكن الحسم في كون حصول الاتحاد على هذه المرتبة المشرفة يعكس نجاح رؤية الأمانة العامة وتعبأتها المستمرة وتخصيصها لكل الإمكانيات اللوجيتسكية والمادية لمواجهة هذا الاستحقاق، وهذا ما انعكس في النتائج المحصل عليها.
بهذا الصدد، لا تفوتني الفرصة لتقديم التهنئة للرفيق الأمين العام السيد ميلودي موخاريق والرفاق في الأمانة العامة وللكتاب العامين والمنسقين الوطنيين ورؤساء الجامعات المنضوية تحت لواء الاتحاد، سواءا في القطاع الخاص أو العام، وأعتبر أن هذه النتائج تعكس عملا نضاليا تشاركيا قويا، ويعكس الارتباط الوثيق بين المناضلين وأمانتهم العامة.
قال الأمين العام للاتحاد الميلودي موخاريق في عدة لقاءات إن الاتحاد لن يكون محايدا في الانتخابات، ما هو موقف النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام من هذا التصريح؟ وكيف تتعاملون معه في النقابة؟
كما سبق وأن قلت في حوار سابق، إن النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام أسست تحت إشراف الأمانة العامة للمركزية وفق أسس ديموقراطية شفافة، كما أن مقرها في المركزية، فضلا على أن مناضلينا في النقابة يؤمنون ويتقاسمون نفس المباديء التي أسست عليها المركزية، وهذا يعني أن النقابة منضبطة للقرارات والتوجهات الصادرة عنها، على الرغم من الاستقلالية النسبية في التعاطي مع مختلف القضايا.
باختصار شديد، نحن في النقابة واكبنا الانتخابات المهنية بكل مسؤولية وإحساس صادق بالانتماء للاتحاد، وسنبقى على النهج ذاته في كل التعامل مع كل القرارات التي تصدر عن الأمانة العامة والمركزية.
نحن واضحون من الأول، نحن آمنا كمناضلين بالاتحاد كنقابة جادة ومسؤولة ومواطنة ومناصرة للحقوق، كما أن لدي رصيد نضالي شخصي داخل الاتحاد، ومن البديهي أن نتبنى كل قراراتها وندافع عنها.
أسستم النقابة قبل أشهر هذه النقابة، واستطعتم أن تفرضوا أنفسكم في المجال في مدة قصيرة، ما السر في ذلك؟
الأمر بسيط للغاية، نحن ننتمي لمركزية عريقة، ولها مسار نضالي نبني عليه في الاشتغال، فأن تنتمي للمركزية الأكثر تمثيلية في البلاد، فهذا تكليف أكثر ما هو تشريف، وعلى هذا الأساس، فنحن في اشتغالنا وبرامجنا نبني على هذا التراكم التاريخي، وأعتقد أن الرأي العام ينظر إلى هذه النقطة القوية في التعاطي مع نقابتنا.
وهنا لا بد من تقديم الشكر للرفيق الأمين العام الميلودي موخاريق الذي دعم النقابة وأبدى استعداده غير ما مرة، لتقديم كل الدعم لها.
من جهة أخرى، أعتقد أن نجاح النقابة في البروز بقوة في المجال عائد بالأساس إلى تناغم مضطرد بين أعضاء المكتب واشتغاله بمنطق التوافق المطلوب في كل نقابة أو جمعية، لا نقصي أحدا، ولكن لا يمكن أن يتم قبول فرض رأي أحادي دون سند أو لجبر الخواطر على حساب التنظيم، أحيانا يكون الحسم مطلوبا.
شخصيا أن ادافع عن فكرة التوافق ولا أفرض منطق الأغلبية، كل قراراتي تسير في هذا الاتجاه، وهذا سر السرعة الكبيرة التي يسير بها التنظيم، ويبرر ما أسميته بروزا سريعا في المجال.
يمكن الفهم من كلامك أن هناك من يعرقل عملك؟
لا إطلاقا، يمكن أن تسميه تشويشا عابرا لا تأثير له ولا يزعجني ولا يحركني أبدا، لا حاليا ولا مستقبلا ،المكتب منسجم، ويشتغل وفق المسطر له سلفا، أهدافنا واضحة وموثقة، وسنعمل على كشفها قريبا في ندوة صحافية، بصرف النظر عن الحديث عما قمنا به من أنشطة مهمة سابقا أو حاليا.
نحن نتعامل مع كل القضايا والإكراهات حاليا بحكمة وحلم كبير، دون الاكتراث لأي أحد، ما يهمنا هو العمل فقط.
ومن الطبيعي أن تواجه إكراهات، وبحكم خبرتي الطويلة كصحافي وجمعوي ومناضل اتحادي لأكثر من عقد ونصف،استطعت أن أتجاوز مطبات، وأنا في مرحلة معالجة أخرى وفق أسس قانونية صرفة، سيتم الكشف عنها لاحقا.
وبكل صدق، من الصعب أن تبقى سلبيا في التعاطي مع إشكاليات وجودية، فحينما أتيقن أن هناك من يحاول عرقلة عمل النقابة أو خلق التشويش عليها، سأتدخل وفق ما أراه مناسبا دون تردد أو توجس، وستكون لي كلمة فصل بهذا الصدد.
هل هذا يعني أن النقابة مستهدفة؟
من الخارج… نعم ، هذا أمر يقيني ولا شك لدي فيه، وأعرف من يحرك الخيوط كلها، لأنني” ولد المجال”، ولا أكترث لهذا، ولدي النفس الطويل في التحليل والتفاعل والمناورة بهدوء ، ولن أجعل هذا يثنيني أو يلهيني على العمل والاشتغال وخلق القلق المهني في المجال والانتصار للعاملين في القطاع، لدي تراكمات مهنية صلبة وخبرة طويلة أبني عليها في التحرك في كل الجبهات بكل صبر وحكمة وحلم أتمناه أن يستمر إلى ما لا نهاية.
لوحظ أن النقابة لا تتفاعل مع القضايا السياسية و الحقوقية ذات العلاقة بالمجال الإعلامي، كيف تبرر ذلك؟
النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام هي نقابة منضوية تحت لواء نقابة عمالية، ونحن لا نخجل من ذلك، وإنما هو مبعث فخر وقوة، و هي نقابة تركز مجال اشتغالها على الجانب الشغلي والمهني بالدرجة الأولى، نحن أسسنا النقابة لندافع عن حقوق المشتغلين بالدرجة الأولى، كما أسست للدفاع عن مناضليها.
وليس واردا حاليا أن نقحم أنفسنا أو يفرض علينا أن نعالج ملفا حقوقيا أو سياسيا، أو نفرض ذواتنا بشكل متهور وغير مسؤول في ملفات سياسية أو حقوقية لا علاقة لنا بها، نحن لا نتطفل على مجال أصحاب الاختصاص ولا نقبل بالمقابل أن يتم استغلالنا أو التعامل معنا بسذاجة.
فمن يريد أن يمارس السياسة، فعليه أن يمارسها داخل الأحزاب أو التنظيمات المعلنة أو غير المعلنة، ومن يريد أن يمارس الفعل الحقوقي، فما عليه إلا أن يؤسس جمعية حقوقية أو ينتمي لإحدى الموجودات في البلاد،هذا حقه ولا نصادر هذا الحق.
نحن لا نمارس السياسة في النقابة، ولا نمارس الوصاية، ولن أقبل كرئيس للنقابة أن نجعل الأخيرة مطية لأهداف سياسية أو إيديولوجية، نحن واضحون وحاسمون جدا بهذا الصدد، نحن ننتصر للمهنة والمشتغلين فيها، وحينما يطرح هذا الملف في الحوار الاجتماعي أو يطرح ملف المشتغلين مثلا في القطب العمومي، أو حينما يطرح ملف زميل على نقابتنا، ستكون لنا كلمة واضحة جدا وسنسمعها للجميع دون تردد، أما أن يفرض علينا ما نشتغل عليه أو يملي علينا أي أحد خارج التنظيم ما يفترض أن نقوم به، فهذا أمر غير مقبول ولا يليق وسنضطر للرد عليه بكل وضوح وبشتى الوسائل المتاحة لو اقتضى الأمر.
