لم يحل الارتفاع المهول في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) دون تدفق الآلاف من سكان مدينة أكادير، وزائريها من مختلف المدن المغربية، ومن خارج أرض الوطن على شواطئ المدينة، التي اعتادت صيف كل سنة على استقبال أعداد كبيرة من المصطافين، باستثناء صيف السنة الماضية التي أعلن خلالها عن منع السباحة في الشواطئ بسبب الجائحة.
وكما جرت العادة خلال فصول صيف السنوات ما قبل الماضية، تجوب شوارع مدينة الانبعاث المئات من السيارات الحاملة لترقيم عدد من المدن المغربية، إضافة إلى سيارات حاملة لترقيم أجنبي، خاصة من بعض دول الاتحاد الأوربي، وهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين حلوا بأرض الوطن بعد الإعلان عن فتح الحدود المغربية.
ومن بين المؤشرات أيضا على استقبال أكادير وشواطئها لعدد كبير من المصطافين، رغم ظروف الجائحة، حيث عبر الكثيرون من أرباب الخدمات عن تخوفهم من استمرار تأثيرها السلبي على إيراداتهم خلال فصل الصيف للعام الثاني على التوالي، هناك الاكتظاظ المعهود الذي تشهده بعض المطاعم، ومحلات إعداد الأكلات السريعة التي استعادت نشاطها، حيث يضطر في بعض الأحيان زبناؤها إلى البقاء خارج هذه المحلات في انتظار شغور إحدى طاولات الأكل.
وتعرف مرائب السيارات بدورها، سواء المنتشرة منها في المناطق السياحية أو خارجها، اكتظاظا استثنائيا، وذلك منذ الساعات التي تسبق وقت الزوال حتى اقتراب وقت المغيب، حيث لا تتوقف حركة التوافد على الشاطئ على امتداد ساعات اليوم، إما قصد السباحة أو للاستجمام.
والملاحظ أن هناك قلة من الأشخاص، الوافدين على الشاطئ، ممن يتقيدون بضوابط الوقاية من كورونا عبر وضع الكمامة بطريقة صحيحة. بينما العديد من الأشخاص، ذكورا وإناثا ومن مختلف الأعمار، لا يعيرون أي اهتمام للإجراءات الاحترازية السارية للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس، حيث يبدو للعيان تجمع مرتادي الشاطئ في جماعات من ثلاثة أفراد أو أكثر دون تباعد جسدي، ودون وضع للكمامة، مع بعض الاستثناءات.
وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، من شاطئ مدينة الانبعاث، قال الشاب (عمر .أ) “إنه يحرص على ألا يخالط عند مجيئه للشاطئ إلا الأشخاص الذين له سابق معرفة بهم”، مشيرا إلى أنه يتفادى الاقتراب من الأشخاص وقت السباحة.
وتابع قائلا “ما يشجع على ارتياد الشواطئ، خاصة التواجد على بعد أمتار معدودة من أمواج البحر، يمكن من استنشاق هواء ممزوج بمادة ‘اليود’، كأحد عوامل تقوية المناعة لدى الإنسان”.
من جهته، أوضح (ع.خ)، مسير إحدى الوحدات الفندقية المصنفة، أن زبناء المؤسسة السياحية التي يشرف على تدبيرها، والتي تتواجد على بعد أمتار معدودة من شاطئ أكادير، شرعت في استقبال السياح منذ شهر يوليوز المنصرم، مؤكدا أن جميع العاملين في الفندق يتقيدون بشدة بالإجراءات الاحترازية السارية المفعول، من وضع الكمامة والتعقيم والتباعد الجسدي، فضلا عن إجراء الفحص الطبي من حين لآخر ، حتى دون أن تظهر على المستخدمين أعراض الإصابة بكوفيد 19.
وبخصوص التعامل مع الوافدين على الفندق، أكد أنه على الرغم من الأعداد المتزايدة من السياح، فإن إدارة المؤسسة تحرص على التقيد بالتعليمات المنصوص عليها من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الزبناء، حيث تلتزم باحترام نسبة الملء المسموح بها، مشيرا إلى أن الفندق يحرص على دعوة نزلائه لاحترام التباعد الجسدي في المسبح وفي مختلف المرافق التابعة للفندق، وكذا الفضاء الخاص بالفندق على شاطئ البحر.
وإذا كان أرباب ومسيرو الوحدات الفندقية المصنفة في أكادير يوفرون شروط الحماية من تنقل فيروس كوفيد 19 بين نزلاء المؤسسات الفندقية، فإن الشواطئ المفتوحة في وجه العموم من أجل السباحة بمدينة أكادير وضواحيها تبقى مرشحة لتكون بؤرا محتملة لانتشار الفيروس وسط المصطافين، لا سيما وأن البعض من هذه الشواطئ تعرف اكتظاظا كبيرا. وهنا يعول على الوعي الذاتي للمواطن في حماية نفسه، وحماية محيطه الاسري من الإصابة بهذا الداء، وذلك عبر التقيد الصارم بالإجراءات الاحترازية الذي من شأنه جعل الجميع ينعم بعطلة صيفية بعيدة عن الإصابة بهذا الفيروس.