أحداث سوس
لليوم الخامس تواليا يستمر اختفاء مركب صيد يضم بحارة مغاربة في سواحل أكادير، بعدما أسقطته الأجواء المناخية السيئة، موديا بحياة 10 من المهنيين، وفق إفادات نقابية.
ووفقا للمعطيات المتوفرة لهسبريس فإن القارب يضم ربانا وخليفة للربان، وميكانيكيا وسبعة بحارين مغاربة، جميعهم مفقودين؛ فيما تستمر محاولات السلطات من أجل إيجاد القارب الغارق.
ورجحت مصادر الجريدة أن يكون القارب نزل إلى الأسفل كاملا دون حطام، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية وثقل المعدات التي يحملها البحارة معهم للاشتغال.
وغرق القارب يوم الأحد الماضي دون صدور أي معطيات رسمية حول الموضوع، مع سيادة تشاؤم كبير في صفوف المهنيين بشأن مصير زملائهم الغرقى.
عبد القادر التويلبي، الكاتب الوطني لنقابة البحارة والربابنة والصيد التقليدي، قال إن السبب الرئيسي للفاجعة هو اللامبالاة، إذ يعمد البعض إلى دخول البحر رغم صعوبة الظروف المناخية.
وأضاف التويلبي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المركب وفق آخر المعطيات المتوفرة للمهنيين نزل 200 متر إلى القاع، وهو قديم تلزمه إصلاحات عديدة.
وانتقد الفاعل النقابي سلوكيات منتشرة في سواحل جنوب المغرب، تتعلق أساسا بالمنافسة بين جميع القوارب، بما فيها الضعيفة، ودخولها هي الأخرى في سياقات لا تسمح لها بمقاومة الجو السيئ.
واعتبر التويلبي أن المرجح أن جميع الصيادين كانوا نائمين لحظة الغرق، مؤكدا غياب أي معطيات رسمية بشأن مصيرهم، فإلى حدود اللحظة هم مفقودون في البحر.
وإلى جانب الأسباب الذاتية، سجل المتحدث أن القطاع يعيش فوضى كبيرة وتلزمه لقاءات دورية مع المهنيين، وزاد: “عوامل الفقر والأمية تصعب مهام تأطير الصيادين كثيرا”.
كما أكد التويلبي أن “الوضع الاجتماعي للصيادين وكذلك غلاء المحروقات يساهم في بقائهم داخل البحر رغم الأحوال الجوية، حيث يزيدون مدة الصيد لتحقيق هامش ربح أكبر”.
وقال عزيز بوشتة، والد أحد البحارة المفقودين في عرض البحر: “رحمهم الله جميعا”.
وأورد المتحدث، ضمن اتصال أجرته معه هسبريس: “بعد توصلي بخبر غرق المركب الذي كان ابني ضمن طاقمه حللت على عجل بأكادير، قادما إليها من إسبانيا، ولا يسعني إلا أن أترحم على ابني وعلى جميع الضحايا”.
وتابع والد خالد بوشتة حديثه المقتضب مع هسبريس قائلا: “علمنا بالعثور على حطام المركب، فيما ننتظر أن يلفظ البحر جثث ضحايا هذه المأساة”.
وكان المركب المنكوب يحمل طاقما يتكون من عشرة بحارة على الأقل، قبل أن يتم فقدان الاتصال به وبطاقمه منذ الأحد الماضي في ظروف مازالت غامضة.