محمد دنيا
أشهر معدود تفصلنا عن الموسم الصيفي الذي تشهد فيه مدينة أكادير والمناطق المجاورة حركية سياحية وتجارية كبيرة، وبعدها بأشهر قليلة يرتقب أن تبلغ الحركية الإقتصادية أوجها خلال نهاية السنة مع احتضان منافسات كأس إفريقيا الذي أعلن أنه سيكون الأول من نوعه بإفريقيا على مستوى التنظيم، فهل سينجح المغرب في هذا التحدي و”مافيا الكارديانات” تسيطر على شوارعنا وأزقتنا؟
تنظيم تظاهرات قارية ودولية وتجهيز البنيات التحتية بتهيئة الملاعب والشوارع والمطارات وتغيير مظاهر العشوائية في مدننا يفرض طبعا تغيير العقليات والممارسات المشينة في مجتمعنا، وهذا يتطلب طبعا التوعية وإعمال القانون في حق المخالفين من قبيل “مافيا الكارديانات” التي أصبحت تحتل مختلف شوارعنا ومدننا ومناطقنا السياحية على غرار ما تشهده جماعة أورير وجماعة تغازوت التي تحتضن الفنادق التي ستستقبل بعض المنتخبات المشاركة في “كان 2025”.
فـ”مافيا الكارديانات” على مستوى جماعتي أورير وتغازوت سيطرت على كل شبر وحولته إلى مواقف عشوائية للسيارات والدراجات النارية، وشرعت في ممارسة “شرع اليد” أمام تفرج المنتخبين الذين صوتت عليهم الساكنة والسلطات المحلية المكلفة بالسهر على تنفيذ القانون بمختلف أنواعها.

فلا خيار أمام المواطن المحلي أو السائح إلا أن يخضع لابتزاز “الكارديانات” بأورير وتغازوت؛ خاصة في المناطق الساحلية السياحية، فإما أن تركن سيارتك أو دراجتك النارية في المكان الذي يختاره لك وتدفع ماديا الرقم الذي يختاره لك حسب هيئتك وبشرتك وملامح وجهك؛ أم أنك ستهان أمام أسرتك بألفاظ “زنقاوية”، علما أن “الطريفة” لا تقل عن عشرة دراهم إن كنت تتوفر على سيارة عادية، أما إن كانت سيارتك من النوع الذي “يضرب على العين” فما عليك إلا أن تؤدي أكثر من ذلك بكثير.
أما السياح الأجانب؛ فتلك حكاية أخرى، حيث تتم “ابتزازهم” نهارا جهارا و”بالعلالي”، وحين يحتج سائح عن ابتزاز “مافيا الكارديانات” فلن يركن سيارته بعد احتجاجه نهائيا وسيسمع أنواع السب والشتم بالأمازيغية والدارجة الممزوجة ببعض الكلمات الإنجليزية أو الفرنسية حسب نوعية السائح.
المثير في ما سبقت الإشارة إليه، هو أن المواطنين بمناطق أكادير عموما احتجوا على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب تمادي “مافيات الكارديانات” في ممارساتهم غير القانونية، والسلطات والمنتخبين والجميع يعرف واقع الحال، لكنهم عاجزين عن انهاء هذه الفوضى التي يظهر أنها هزمت كل المسؤولين.
وإن اشتد الضغط على المنتخبين والسلطات بأكادير، تخرج دوريات أمنية إلى مناطق معدودة وتوقف بعض “الكارديانات” ويتم تصور ذلك على أنه إنجاز عظيم يحتفى به على مواقع التواصل الإجتماعي، قبل أن يطلق سراح الموقوفين ويعودون لممارسة ابتزازهم اليومي للمواطنين، وهكذا تستمر القصة.. .
