في قالب درامي اجتماعي يفكك تحولات الحي المغربي وأحياء المدن القديمة المغربية، يصور المخرج حكيم القبابي تفاصيل الحياة بخيرها وشرّها، وأملها وانكساراتها وأحلامها بغد أفضل داخل الحي الشعبي، ضمن أحداث مسلسله الجديد “عز المدينة”.
يُوضح المخرج، في حديث صحفي، للجريدة أن مسلسل “عز المدينة” يعرض قصة اجتماعية، من خلال في الشخصية الرئيسة أستاذ الفلسفة يوسف، الذي يصاب بأزمة نفسية، ويدخل مرحلة الاكتئاب بعد فقدان زوجته وابنه في حادثة سير، ثم يقرّر العودة إلى بيت والده وسط المدينة القديمة، ومن خلال شخصيات أخرى تتقاطع طموحاتها وآمالها، ليحاول بناء حياة جديدة داخل الوسط الذي عاش فيه طفولته.
تغيرات كثيرة بدّلت ملامح الحي وسكانه، وتحول “درب الحمام” إلى غابة يحكمها محترفو تجارة المخدرات وسماسرة العقارات، ويبرز مخرج العمل أن “هذا الصراع سيشكل عمق الأحداث التّي ستُلقي بظلالها على مائدة الإفطار الرّمضاني المقبل على القناة الأولى، ثم سيحاول الأستاذ يوسف تصحيح واقع الحي، بالرغم من الاصطدامات و المشاكل”.
واختار المخرج القبابي مدينتي الجديدة وأزمور مسرحاً لتصوير أحداث المسلسل الاجتماعي، وعلّق على ذلك: “لم يكن اختيار هذه الفضاءات اعتباطياً؛ بل حرصنا من خلالها على تقريب المشاهد أكثر من الواقع الشعبي بين دروبها ومقاهيها، ومشاهد أخرى تتطلب تصويراً داخلياً من داخل أحد البيوت داخل المدينة القديمة لأزمور”، مسترسلاً قوله “تفاجأت بجمال هذه المدينة ورياضاتها القديمة المرممة، وبعضها الآخر الذي لا يزال يحتفظ بملامحه القديمة”.
“عز المدينة”، الذي دخل أسبوعه الرابع من التصوير بمدينة أزمور، تمر أجواؤه في ظروف جيدة، على شرفة وادي أم الربيع بأزمور، يقول المخرج.
وعن الشخصيات المشاركة في المسلسل، علّق القبابي أن “العمل سيضم أسماء وازنة في السّاحة الفنية الوطنية؛ وهو ما سهل من بلورة الرؤية الإخراجية بشكل سلس ومهني، لملامسة هموم الناس وتقريب الجمهور الآخر من التحولات التي عرفها الحي بالمدينة القديمة، بالإضافة إلى فريق تقني مغربي شاب”.
ويشارك في هذا المسلسل، الذي أنتجته شركة “أغلال للإنتاج” لفائدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والذي أشرف على كتابة السيناريو لحلو زكرياء رفقة مجموعة من الكتّاب الشباب، كل من أمين الناجي وفاطمة الزهراء بناصر وياسين أحجام وعبد الحق مجاهد وجواد العلمي وفرح الفاسي وغيرهم.
