هذه أنجع الوسائل لتجاوز التلاميذ "كابوس" وضغوطات الامتحانات

هذه أنجع الوسائل لتجاوز التلاميذ "كابوس" وضغوطات الامتحانات

azmmza1331 مايو 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

رشيد بيجيكن
تقترن كلمة الامتحان لدى عدد من من المتعلمين وأسرهم بحالة استنفار وقلق، ويظل الخوف والقلق يُسيطران على حياتهم خلال الفترة التي تسبق مواعيد الاختبارات، كما تطرأ تغيّرات في أنماط حياة التلميذات والتلاميذ، أهم تمظهراتها قلة النوم وسيطرة هواجس نفسية على تفكيرهم في فترات هذه الاستحقاقات التربوية التي تتحول إلى كوابيس مزعجة.
ومن أجل الوقوف على الأبعاد النفسية لتلك الحالة التي تُسيطر على غالبية المتعلمات والمتعلمين قبيل اجتيازهم للامتحانات، نقلت تلك المخاوف التي يُعبّر عنها التلاميذ إلى محمد الفقير، المستشار النفسي التربوي، الذي قال إن تجربته خلال الموسم الدراسي الحالي بعدة مؤسسات تعليمية جعلته يقف عند عدد من الهواجس التي يفكر فيها المتعلمون، والمرتبطة أساسا بترسيخ الاعتقاد بأنهم لن يتذكروا كل ما تعلموه أو راجعوه عند وضع أوراق الامتحان أمامهم، وأن من سيتولون تصحيح الامتحانات سيضعون لهم نقاطا لن تمكنهم من النجاح.
وكشف المتحدّث، في تصريح اعلامي، أن عددا من التلاميذ صارحوه بكونهم فكروا في إنهاء حياتهم مخافة صدمة الفشل الدراسي، مضيفا أنهم يعتبرون الامتحان مسألة حياة أو موت، قبل أن يعدلوا عن تلك الأفكار القاتلة.
ويرى المستشار النفسي أن من الدوافع وراء سيادة تلك الأفكار أن “الوسط الاجتماعي، وبالدرجة الأساس الوسط الأسري، يضغط على المتعلم لكي يحقق النجاح في الاختبار وبميزة، لكون بعض الآباء والأولياء يسعون إما إلى تحقيق ترق اجتماعي عن طريق تعليم أبنائهم وولوجهم إلى المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، لضمان مستقبل أفضل في نظرهم، لكونهم يعتبرونهم استثمارا يتيح لهم تحقيق استقرار مادي بعد أن يصبحوا عاجزين عن العمل، أو للرغبة في التباهي الاجتماعي، وهو ما يكون على حساب نفسية الأبناء”.
“يتطلب تجاوز تلك الضغوطات الظرفية المواكبة لفترة اجتياز التلاميذ للاختبارات الإشهادية أساسا دعما نفسيا متواصلا، لكن الأمر لا يجب أن يكون محصورا على فترة الامتحانات وحسب، بل ينبغي أن يكون دائم الحضور على امتداد الموسم الدراسي.
وهنا أشير إلى مبادرات تهم الجانب الصحي والنفسي تنظمها جمعيات مدنية على مستوى مديريات التربية والتكوين بكل من إنزكان آيت ملول وأكادير إداوتنان وتيزنيت خلال الموسم الحالي، وأعطت نتائج إيجابية؛ كما أشدد على أن يكون دور الأسرة إيجابيا في التخفيف من القلق والخوف من الامتحان”، يقول المستشار التربوي.
وبخصوص أفضل طرق المراجعة والتذكر يقول محمد الفقير إن “دماغ الإنسان يبدأ التركيز لديه في الانخفاض بعد 13 دقيقة من بدء الجهد الذهني، ولكي يستعيد معدل التركيز وجب أخذ وقت راحة قصير، في حدود 5 دقائق، وبعده نكمل بنفس الوتيرة لحصة مدتها القصوى ساعتين، تكون ذات مردودية عالية بعد الاستيقاظ من النوم، أو في الفترة التي تسبقه بساعتين، إلى جانب الحرص على أداء التمارين الرياضية يوميا لمدة لا تقل عن عشرة دقائق”.
ومن ضمن تلك النصائح أيضا، يستطرد المتحدّث، “التنفس بشكل أعمق وشرب كميات من الماء في حدود 3 لترات خلال فترة النشاط البدني والذهني، وأيضا تناول الفواكه التي تحتوي على الكليكوز، لكونه يوفر كمية مهمة من الطاقة للجهد الدماغي، مع الحرص على النوم بشكل جيد وعميق لمدة لا تقل عن 7 ساعات، لكونه أحد مفاتيح الراحة النفسية، وأيضا التحدث مع أشخاص إيجابيين وتحفيز النفس والقيام بتمارين الاسترخاء، والابتعاد عن تناول أو شرب المنبهات”، وهي أمور في رأيه “مجربة وأعطت نتائج جد إيجابية لعدد من التلاميذ المغاربة ممن سبق أن تابع حالتهم أو قدم لهم استشارة”.
وأكد محمد الفقير على ضرورة الحديث بلغة إيجابية عن الامتحان، وتشجيع المتعلمين لكي يصرحوا بكل مخاوفهم وعدم ربط التفوق الدراسي بحصد أعلى معدل، وإنما ببذل الجهد الشخصي بعيدا عن استخدام أساليب الغش.
وكانت دورات للدعم النفسي شهدتها مؤسسات تعليمية بالمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بكل من إنزكان آيت ملول، أكادير إداوتنان وتزنيت، بشراكة مع جمعيات المجتمع المجني بجهة سوس ماسة، ركّزت حصصها على تدريب المتعلمين على مهارات التخلص من القلق والخوف من الامتحان، والتحكم في الانفعالات السلبية وضبط النفس، وتقنيات رفع التركيز وتحسين مستوى التذكر وأساليب التواصل الفعال مع الذات والآخر.
وكان ذلك عبر تدريب المتعلمين على تقنيات التنفس العميق، وحركات الاسترخاء وكيفية النوم الصحي، وأيضا مهارات القراءة الذكية ومهارات التركيز والتذكر بسرعة؛ فضلا عن أساليب طرد الأفكار السلبية والوضعيات المناسبة للجلوس أثناء المراجعة.
بتصرف

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *