تواجه أكبر تعاونية بالمغرب لانتاج الحليب ومشتقاته ” كوباك” أزمة حقيقية، بينها وبين ساكنة منطقة ايت ايعزة بتارودانت، حيت توجد محطتها الانتاجية، هذه الايام، بسبب إشكالية ما سببه أنتاج التعاونية من ” تلوث” لم يعد السكان يستحملونه لاستئناف العيش بالمنطقة.
وقالت مصادر أن اجتماعا حاشدا لسكان ومنتخبي مدينة ايت ايعزة بتارودانت ، سيعقد مساء اليوم الثلاثاء، من أجل التداول حول مشكل ” التلوث ” الذي سببته تعاونية ” كوباك” وعدم امتثال مسؤوليها لشروط احترام البيئة بحسب دفتر التحملات .
وكانت ” الجريدة ” قد تناولت في اعداد سابقة، حجم التلوث البيئي الذي بات تعاني منه أيت ايعزة، الى جانب نهج مسؤولي ” كوباك” أسلوب التهرب من وسائل الاعلام للاجابة على تساؤلات المواطنين المتضررين مما تنفثه مداخن وما يتسرب عبر قنوات محطة الانتاج من مواد، اغلبها سام يجد طريقه الى الفرشة المائية.
– كوباك وتاريخ النشأة
بمبادرة من فلاحين من إقليم تارودانت، في نهاية الثمانينيات، بدأت واحدة من أهم قصص النجاح في المجال الفلاحي بالمغرب و يتعلق الأمر بتعاونية “كوباك” التي انشأت بمنطقة ” أيت ايعزة” ضمت في بدايتها 21 فلاحا، و استطاعت تنويع منتوحاتها بعد ان كانت مقتصرة على تصدير الحوامض.
وبعد أن تمكنت التعاونية بالفوز بحصص مهمة على مستوى أسواق بيع الحوامض، خلقت كوباك الحدث بتدشينها الوحدة الأولى لإنتاج الحليب في عام 1993 وتمكنت من إنتاج 6000 لتر من الحليب يوميا، الذي يتم تجميعه ومعالجته ليتم بيعه بعد ذلك بالمنطقة على شكل أكياس لبن مبستر، أو زبادي في علب صغيرة الذي حمل الاسم الذي نعرفه اليوم ب( جودة ) هذا التوجه كان نقطة تحول رئيسي لفريق كوباك.
نقطة تحول أخرى سنة 1999
بالنسبة للتعاونية، أنشأت خلالها “كوباك” وحدة لتصنيع الأعلاف المركبة، بهدف تزويد مربي الماشية بأعلاف منخفضة التكلفة. وحققت هذه التجربة الفريدة من نوعها نجاحا منقطع النظير بالمغرب بعد أن كان اعتمادها مقتصرا فقط على الدول المتقدمة مثل فرنسا وكندا هذا التنوع في النشاط زاد من حجم ” التلوث”.
لكن مهما قصة نجاح التعاونية على جميع مستويات الانتاج، فقد ” فشلت” مقابل ذلك في الحفاظ على الفضاء البيئي لمنطقة ايت ايعزة، وهو ما جعلها تتصادم مع سكان المدينة حول هذا الوضع لم تنفع معه الشكايات الموجه لمسؤولي التعاونية، وهناك حملة دشنها السكان هذه الايام تسير في اتجاه ” نداء المقاطعة” لمنتوجات التعاونية، وهو ما سنتطرق له في اعدادنا القادمة.