أسفرت اللقاءات التدريبية التي نظمها “مركز الأبحاث للتكنولوجيا من أجل التنمية ” في ثلاث مدن : “صفرو، طنجة، طانطان ” عن تمكين أكثر من 100 جمعية محلية من تقديم عرائض إلى المجلس الجماعي التابعة له في المجالات التي تترافع حولها.
ووفق بلاغ للمركز فقد استفادت هذه الجمعيات من التأطير والمواكبة في النقاط التي تود طلب إدراجها في جدول أعمال الجماعة، من طرف مستشارين قانونيين وممثلين عن الجماعة، وتتم هذه العملية من خلال التحقق من استيفاء الجمعية لكافة الشروط الشكلية، ومواكبتها في صياغة الأسباب والأهداف المتوخاة من العريضة، إضافة إلى دراسة مطلبها على ضوء اختصاصات الجماعة -الذاتية، المشتركة، المنقولة- من أجل مناقشة حظوظ العريضة في القبول من طرف المجلس الجماعي، وأخيرا، مراجعة المرفقات الإجبارية المنصوص عليها في القانون التنظيمي، وكذا المرفقات التكميلية والتي تشمل مذكرة تفصيلية ووثائق أخرى من شأنها أن تدعم مطلب الجمعية.
وتوصّل المجلس الجماعي لمدينة صفرو بخمس عرائض من طرف خمس جمعيات محلية، والتي تقترح إدراج نقاط في جدول أعمال الجماعة تتعلق بعدة إشكاليات تعاني منها الساكنة : استبدال أشجار الصنوبر الحلبي بأشجار مناسبة للمدار الحضري، إغلاق البالوعات وإصلاح الدرج لتسهيل الولوجية في شارع يوسف إبن تاشفين، تخصيص ملعب للكرة الحديدية بالمدينة مع مراعاة مقاربة النوع في هذه الرياضة باستغلال الطاقات لجميع الفئات وتمكينهم من المشاركة في تطوير اللعبة، برمجة الملحون في التظاهرات الثقافية بالمدينة، وأخيرا تضمين حرف تيفيناغ في علامات التشوير الطرقي بصفرو تجاوبا مع مستجدات المصادقة على القانون التنظيمي للأمازيغية الذي ينص على استعمال الأمازيغية في علامات التشوير الطرقي.
فيما يخص مدينة طانطان، فقد استقبل المجلس الجماعي إلى حدود الساعة ثلاث عرائض في المواضيع التالية: إحداث مطرح نموذجي من أجل التقليص من الأضرار التي يلحقها الموقع الحالي للمطرح بساكنة المدينة، والذي يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وتلوث المياه الجوفية وانتشار الأمراض الجلدية. تليها عريضة في موضوع “إحداث مكتبات جماعية وفضاءات للقراءة”، والتي تستند إلى المادة 87 من قانون 113.14 التي تعتبر إحداث مكتبات جماعية من الاختصاصات المشتركة بين الجماعة والدولة. وأخيرا ملف التحفيظ العقاري الذي لم يعرف أي تسوية بعد بالمدينة.
فيما توصلت مدينة طنجة بعريضتين، تتعلق الأولى بتمكين ذوي الإعاقة من الاستفادة من خدمات النقل العمومي الحضري (حافلات ألزا)، وتطالب الثانية بتحويل مجزرة الدجاج المتواجدة بحي المجد إلى وجهة أخرى مخصصة لذلك من أجل رفع الضرر الذي تلحقه هذه المجزرة بالساكنة.
و يأتي مشروع “تعزيز الديمقراطية المحلية عبر وسائل تواصل جديدة” في إطار الشراكة التي تجمع مركز الأبحاث للتكنولوجيا من أجل التنمية بالمبادرة الأمريكية الشرق-أوسطية، والذي ينظمها بتعاون مع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، فرعي صفرو وطنجة، ومركز جيل الصحراء للدراسات والتفكير بطانطان، من أجل ترسيخ آليات الديمقراطية التشاركية بواسطة العرائض، وكذا إسهام المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي، وإرساء ثقافة التتبع والتقييم.
وللإشارة، يحرص مركز الأبحاث للتكنولوجيا من أجل التنمية على ربط الأهداف المتوخاة من هذه العرائض بالأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة، والتي ترتبط أساسا بالتعليم الجيد، الهياكل الأساسية، الصحة الجيدة والرفاه، الحياة في البر ومدن ومجتمعات محلية مستدامة.