الاحتفاء بمرور عشرين سنة على مأسسة اللغة الأمازيغية، شكّل مناسبة للفاعلين داخل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للوقوف عند منجزات اشتغالهم بعد عقدين من الخطاب الملكي بأجدير وإحداث المعهد، وفرصة لإثارة الانتباه إلى المشاكل والملاحظات التي تواجه مسار تقوية حضور المكون الأمازيغي، لغةً وثقافة.
في كلمته بالمناسبة، اعتبر عميد المعهد الملكي، أحمد بوكوس، أن رد الاعتبار للمكون الأمازيغي في الثقافة الوطنية، أبرز ما حقّقته المؤسسة خلال العشرين سنة الأخيرة، مسجّلاً أن “هذا شيء مهم جدّاً لأنه هو ما يخلف شعور الاعتزاز بالانتماء للثقافة واللغة الأمازيغية والانتماء للكيان الوطني المغربي عموماً.”
وأضاف بوكوس، أنه من الناحية الأكاديمية، تم تحقيق منجز جوهري واستراتيجي في مجال اللغة الأمازيغية، وهو المتعلق إلى بتهيئة مشترك بين لهجات اللغة الأمازيغية المختلفة، مشيراً أنه انطلاقاً من الواقع اللسني الأمازيغي، والواقع اللهجي التنوع، يعرف التواصل بين مكوناته في غالب الأحيان صعوبة، وهذا أمر غير عادي، حيث أن لهجات تاريفيت، تشلحيت، تامازيغت، بينها اختلافات لكن بينها جذور مشتركة على مستوى المعجم أو الصرف أو التركيب.
بناء على هذا المشترك، يوضح بوكوس، أن المعهد يعمل على تهيئته وتنميطه ليكون العمود الفقري للغة الأمازيغية المشتركة، مشدّداً أن هذا “عمل غير سهل بدأناه وما زلنا نشتغل خوله وسيتطلب وقت طويل.”
وبخصوص الجانب المتعلّق بمدى مساهمة المعهد في إرساء تجربة تدريس الأمازيغية، أوضح بوكوس أنه خلال سنة 2003 “كان هناك صفر أستاذ وكتاب لتدريس الأمازيغية”. واليوم لدينا عدد لا بأس به من الأساتذة والمفتشين والكتب، وقطعنا أشواط، حيث أن نصف مليون تلميذ يتعلمون اللغة الأمازيغية و5 آلاف أستاذ ومقررات دراسية تغطي سنوات التعليم الابتدائي و5 جامعات بها مسالك متخصصة، لافتاً أن هذه المنجزات تبقى مهمّة، غير أنه بالمقابل في ظل عشرين سنة من التجربة والتمويل، تبقى غير كافية.
وسجّل بوكوس مجموعة من الملاحظات، المرتبطة بهذا الموضوع، مشيراً أن أنه ليس من اختصاص ولا مسؤولية المعهد القيام بالسياسات العامة الخاصة بالتعليم، هو يقدم مساهمته ودعمه ويكون أساتذة وفي وضع مناهج وبرامج لكن لا يقوم بالتوظيف ولا بتشغيلهم، وليس له قرار تعميم الأمازيغية، لأن هذه من صلاحيات ومهام الوزارة الوصية على القطاع.
وعلاقة بمهام المعهد، كشف بوكوس أن جميع المؤسسات والوزارات وضعت مخططات في إطار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكلها تطالب المعهد بتقديم ترجمة برنامجها مخططاتها والوثائق المرجعية، الأمر الذي يبقى، حسب عميد معهد الأمازيغية “مستحيلاً”، مطالباً الوزارات بالاستثمار في هذا الجانب.
وختم بوكوس حديثه للصحافة، بالإشارة إلى أن ما تم تحقيقه إلى اليوم يبقى حداً أدنى، مشيراً أن آمالهم في المعهد كبيرة، مما جاء في التصريح الحكومي، من أجل تطبيق الوعود بشكل فعلي والعمل بشكل مشترك مع مختلف المؤسسات الأخرى من أجل النهوض بالأمازيغية وإيلائها المكانة التي تستحق.
وينتظر أن يعرف الاحتفاء باللغة الأمازيغية تنظيم مجموعة من الأنشطة الفكرية والثقافية خلال الفترة بين 14 و17 أكتوبر، حيث سيتم تقديم كتاب “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مسار ومنجزات”. والاحتفاء بالمسرح الأمازيغي بتكريم فعاليات مسرحية أمازيغية، وتنظيم مراسيم تسليم الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية برسم سنة 2020، وتقديم عروض فنية ومسرحية، ثم الختام بأمسية غنائية مساء يوم الأحد.