سر تفوق غاموندي … أبناء الفريق

سر تفوق غاموندي … أبناء الفريق

أحداث سوس17 أبريل 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات

المهدي أحجيب

منذ تولي الأرجنتيني ميغيل غاموندي زمام أمور فريق حسينة أكادير ، و الفريق السوسي يسير في خط تصاعدي على جميع المستويات؛ إذ أشرف صاحب النظرة الثاقبة على ورش التكوين و التأهيل؛ و عمل على تطوير سياسة تنمية النادي على المستوى الرياضي منذ تعيينه كمدير تقني للغزالة السوسية سنة 2015 ؛ رفقة المدرب المغربي عبد الهادي السكيتوي ؛ الذي لم يكن بمقدوره إخراج الفريق الأحمر من مسلسل نتائجه الباهتة و المتذبذبة آنذاك؛ بل عجز في تحقيق الأهداف المرجوة منه منذ التحاقه بالبيت السوسي، ليصير الفريق بذلك  وفيا دوما لمكانته في وسط الترتيب ولدور الأرنب في سباق البطولة الوطنية.

الآن ؛ زمن السكيتوي قد ولى ؛ و حل مكانه الأرجنتيني ميغيل غاموندي الذي عرف كيف يسير الفريق من ألفه إلى يائه، و إشرافه على الطاقم التقني الفني للفريق الأحمر، و تحقيقه للأهداف التي بات المشجع السوسي يتمناها و يحلم بها منذ مغادرة الظاهرة محمد فاخر لأسوار البيت السوسي ؛ إذ تمكنت فلسفة الأرجنتيني داخل رقعة التباري من رد الإعتبار و الخروج بالفريق من أزماته المتوالية و دوامة نتائجه السلبية التي ظل يتخبط فيها الفريق منذ سنوات خلت.

اختيارات غاموندي التقنية و التكتيكية ، أخرجت الغزالة السوسية من عنق الزجاجة و عادت به إلى زمن “فاخر” الجميل؛ إذ أدرج في تشكيلة الفريق أسماء شابة لامعة ، باتت مهمشة في دكة الإحتياط تنتظر التفعيل و التجريب معا ؛ حيث أقحم في أول الأمر سعد المورسلي الجوهرة السوسية ؛ الذي تميز بطبعه الكروي داخل رقعة الميدان، و أدرج في المرة الثانية عماد الكيماوي المعالج الروحاني لوسط الميدان؛ و اعتمد على كريم باعدي في المرة الثالثة عميد  الجناح الأيسر؛ و أضاف اشرف كواي الموهبة الكروية و أصل الفريق؛ و دفع بورقة كريم ايت محمد كلاعب واعد في تشكيلته الرسمية ؛ ليختم اختياراته بالنجم الساطع يوسف الفحلي الذي كسب عبره الرهان و أكمل قراءة الفريق الأول.

“النامبر وان غاموندي” كما يحلو للبعض من الجماهير تسميته ؛ اعتمد على أبناء الفريق بشكل كبير ، في الوقت الذي كان فيه أغلب المدربين المتعاقبين على الفريق يقبرونهم ، ليخطف عبرهم غاموندي الأضواء بجميع المقاييس خلال الفترات السابقة؛ و بصمو جليا على أداء قوي و مستوى استثنائي متميز على جميع الأصعدة سواءا في المنافسات المحلية في إطار البطولة الإحترافية أو في المنافسات القارية في إطار الكونفدرالية الأفريقية ؛ و فرضوا إيقاعهم تحت قيادة مدرب استطاع بخبرته وكفاءته أن يصقل مواهب هؤلاء الشباب في اطار توليفة نموذجية يضرب بها المثل في البطولة المغربية ؛ حيث أبعد عنه كل الشبهات و دفع بلاعبي فريق الأمل نحو الفريق الأول، مطبقا مبدأ المساواة و الإستحقاق ؛ بعيدا عن سياسة الزبونية والمحسوبية و” الكيل بمكيالين” التي أضحت طابعا مميزا داخل الساحرة المستديرة ؛ بل أصبحت المكاتب المسيرة للفرق تجازي بعض اللاعبين  بلا حساب ويتعاملون معهم بكرم حاتمي وسخاء ؛  ويعاقبون. من يخالفهم الرأي بلا رحمة ويتصرفون معهم بإجحاف وعجرفة عمياء .

و الحال أنه لم يكن من السهل بتاتا منح هؤلاء الشباب الثقة للعب بالفريق الاول خاصة أن الجماهير السوسية أصبحت انذاك تطالب بانتدابات وزانة من المكتب المسير من أجل المنافسة على الألقاب؛ وكانت متعطشة لرؤية الفريق بصورة تنافسية محليا و قاريا ؛ بيد أن هذه المجموعة الشابة خاضت التحدي ببسالة و أثبتت علو كعبها و استحقت الرسمية بكل جدارة، ليكون المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي من بين أول المدربين المعتمدين على الطاقات الشابة داخل البطولة الإحترافية.

و كان المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي قد إشتغل سابقا بفريق حسنية أكادير موسم 2006 / 2007 كمدرب للفريق الأول ؛ حيث تعاقد مع الحسنية في شهر يناير 2007 خلفا للمدرب الروماني أوجين مولدوفان الذي انفصل عن الفريق منذ شهر نونبر 2006 بعد الهزيمة أمام أولمبيك خريبكة في نهاية كأس العرش، لينفصل كاموندي مع النادي خلال موسم 2007 / 2008 بعد مضي ستة دورات من بطولة الموسم لم يستطع خلالها تحقيق الفوز رفقة الفريق ،ليغادر المغرب حيث اشتغل بعد ذلك كمدرب بعدة دول منها الامارات العربية المتحدة ، الجزائر وجنوب إفريقيا .

و يعود تاريخ المدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي  الذي ازداد سنة 1966 ؛ على أنه حاصل على ثلاث شواهد في مجال التدريب ، منها دبلوم التهيء البدني سنة 1985 ، ودبلوم مدرب لكرة القدم سنة 1986 ، وشهادة عليا للتهيء البدني والتدريب في مجال كرة القدم سنة 1987 ، كما سبق له الإشتغال مع المدرب الراحل أوسكار فيلوني كمساعد له خلال إشرافه على العديد من الفرق الإفريقية .

وترجع  بداية المدرب كاموندي في مجال الإشراف على تدرايب الفرق قد انطلقت موسم 1998/1999 بالأرجنتين مع نادي العاصمة الأرجنتينية بوينيس إيريس” AVELLANEDA ” وذلك كمعد بدني واحتل معه الرتبة الثالثة في بطولة القسم الأول بالأرجنتين ، وانطلاقا من سنة 2000 حل بإفريقيا وكانت بدايته بفريق الأهلي بليبيا كمساعد لأسكار فيلوني ، لينتقل رفقته سنة 2001 الى بوركنافاسو للإشراف على الفريق الوطني لبوركينافاسو الذي كان يستعد آنذاك للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ، ليعود سنة 2002 الى نادي الإتحاد بليبيا رفقة الراحل أوسكار ومنها وبمفرده عرج نحو فريق أسيك ميموزا بالكوت ديفوار حيث اشتغل معهم كمستشار تقني ومعد بدني للفريق الذي وصل رفقته الى دور نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية .ليلتحق سنة 2004 بتونس كمساعد لمدرب الترجي ، ومنها نحو جنوبا افريقيا سنة 2005 كمدرب لفريق ماميلودي ، ونادي بلاتنيوم من 2007 الى 2009 ، ليشد الرحال نحو الجزائر حيث درب شباب بلوزداد موسم 2010/2011، ونادي اتحاد كلباء بالامارات موسم 2011/2012، ليعود للجزائر حيث درب اتحاد العاصمة سنة 2012 وبلوزداد سنة 2013 . وكان غاموندي قد استعان بمدرب حراس المرمى ابن أكادير رضوان بنشتوي أثناء اشتغاله بالامارت والجزائر في المواسم الأخيرة .

تاريخ غاموندي مع الفرق الإفريقية كان طويلا و مازال مستمرا، معتمدا فيه على فلسفته الأرجنتينية المحضة و  إلاستتنائية؛ و مطبقا داخله مبدأ الإستحقاق؛ راسما خططا واضحة في سماء كرة القدم المغربية،  و حاضنا أحلام الجماهير السوسية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *