خلال أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس جهة سوس ماسة المنعقدة اليوم الاثنين 1نونبر الجاري أكد رئيس المجلس الجهوي في كلمته الافتتاحية على رغبة كل مكونات المجلس العمل من أجل تحقيق مطامح ساكنة الجهة مشيدا لاستكمال هياكل المجلس من خلال انتخاب اللجان مثمنا الحضور الوازن للعنصر النسوي في تشكيلة اللجن الدائمة، الذي سيشكل لا محالة قيمة مضافة للتدبير الجيد للشأن الجهوي وأضاف ان المجلس أصر على إدماج بُعد مقاربة النوع في العمل المؤسساتي للمجلس إيمانا منه بمكانة المرأة ودورها الفاعل في عملية الإنتاج، وقدرتها على المساهمة في النهوض بالمسار التنموي للجهة، وأضاف اشنكلي ان نجاح المهمة التمثيلية للمجلس هو نجاح للمشروع التنموي لمجلس الجهةبالانخراط الفعلي لكل أعضاء المجلس والتفاعل اليومي لجميع هياكله بما في ذلك مكتب المجلس واللجن الدائمة والتي ستسهر على التداول في القضايا ذات الصلة بالاختصاصات المخولة للجهة. وطالب الرئيس رؤساء اللجن ومن خلالهم كافة أعضاء المجلس إلى الانكباب على عقد اجتماعاتهم للاطلاع على المشاريع التي توجد طور الإنجاز، كل حسب اختصاصه والمهام المنوطة به، من أجل إعطائها نفسا جديدا وبلورة أفكار تستجيب لتطلعات وانتظارات المواطنات والمواطنين بالجهة ولخلق بنكٍ للمشاريع يتم استثماره في إعداد برنامج التنمية الجهوية.
وترسيخا للديمقراطية التشاركية، التي نص عليها الدستور وكرسها القانون التنظيمي رقم 111.14 المتعلق بالجهات، كنهج استراتيجي مكمل للديمقراطية التمثيلية بإحداث آليات للحوار والتشاور، لتيسير مساهمة المواطنات و المواطنين و الجمعيات في إعداد برامج التنمية وتتبعها، أشار اشنكلي ان في قادم الأيام سيتم الانكباب على إحداث الهيئات الاستشارية الثلاث في إطار مقاربة تشاركية، ويتعلق الأمر ب : الهيئة الاستشارية للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، الهيئة الاستشارية للشباب والمستقبل والهيئة الاستشارية للقضايا الاقتصادية على أمل أن تكون شريكا مؤسساتيا فاعلا مع مجلس الجهة ومنخرطة في التنمية الجهوية بأفكارها واقتراحاتها وبدائلها التي من شأنها أن تساهم في تتبع السياسات الترابية للجهة. وشدد الرئيس على أنه ولرفع كل التحديات المبرمجة لا بد من إشراك كافة مؤسسات الدولة والفاعلين في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، لتعبئة الطاقات بُــغية كسب رهان التنمية الجهوية ليس فقط على المستوى المؤسساتي بل على مستوى الواقع والممارسة المقرونة بالنتائج.
وأكد في ذات الوقت ان المغرب على مشارف تخليد الذكرى السادسة والاربعون لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، وهي يضيف مناسبة عظيمة لكل المغاربة، و لها انطباع خاص بالنسبة لساكنة جهة سوس ماسة، على اعتبار أن خطاب انطلاقة هذا الحدث العظيم كان بمدينة أكادير حتى ان الخطاب الملكي السامي، بمناسبة الذكرى الأربعة والأربعون، حمل في ثناياه رسائل كثيرة، حيث ركز على الموقع الاستراتيجي الذي أضحت تحتله جهة سوس ماسة في الخريطة الجهوية، داعيا حفظه الله إلى ضرورة جعلها قطبا اقتصاديا، باعتبارها حلقة بين باقي جهات المملكة. وعليه، فإن الرهان معقود على تنميتها أكثر من ذي قبل من خلال وضع مخططات وبرامج مهمة، تتماشى مع المكانة التي تتبوأها استراتيجيا.ومعلوم ان جدول أعمال الدورة يتضمن مجموعة من النقاط منها الدراسة والتصويت على مشروع ميزانية جهة سوس ماسة برسم السنة المالية 2022،و الذي تم الحرص يضيف اشنكلي على إعداده مراعاة للظروف الصحية التي حلت بالبلاد على غرار باقي بلدان العالم، التي أثرت سلبا على المالية العمومية عامة والميزانية الجهوية خاصة ويتوقع أن تبلغ مداخيل ميزانية الجهة حوالي 804 مليون درهما، ستشكل الموارد الذاتية منها نسبة تقدر ب 7 % وأشار في هذا الاطار إلى عمل المجلس على عقلنة نفقات التسيير من خلال تضمينها ما هو إجباري وأساسي، وهو ما وفر للجهة فائضا تقديريا يقدر ب حوالي 686 مليون درهما، وجه أغلبيته لتغطية التزامات الجهة في برامج مهمة ومهيكلة والتي تقدر ب 549 مليون درهما، في حين لم تتم برمجة الباقي منه والذي يقدر ب 136 مليون درهما إلى حين إنجاز برنامج التنمية الجهوية.
وتهم الاعتمادات المبرمجة، مشاريع مهمة تخص أساسا:
مشاريع تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بالوسط القروي التي رصد لها مبلغ مالي يقارب 235 مليون درهما؛
دعم القطاع السياحي بمبلغ 188 مليون درهما؛
دعم القطاع الصحي بمبلغ 21 مليون درهم؛
مشروع التهيئة الحضرية بمبلغ 26 مليون درهم؛
دعم المقاولات بمبلغ 12 مليون درهم؛
بالإضافة إلى مشاريع أخرى تهم مناطق الأنشطة الاقتصادية ومجالات أخرى ذات الصلة باختصاصات الجهة.
واعتبارا لأهمية دعم الخطوط الجوية الداخلية لما لذلك من آثار إيجابية على دعم النقل والترويج السياحي، أشار الرئيس في كلمته إلى اقتراح التداول بشأن تجديد ثلاث اتفاقيات مع الشركة العربية للطيران من أجل تعزيز مجموعة من الخطوط الجوية ويتعلق الأمر ب: (أكادير، طنجة)، (أكادير، الرباط)، (أكادير، فاس) ، وهم المطالبون بالعمل بشكل متقن على توظيفها بكيفية تجعلها أكثر نجاعة وذلك لتحقيق مكاسب للقطاع السياحي، في إطار مقاربة تشاركية مع جميع المتدخلين في هذا الشأن، وسنعمل على أن تكون هذه البادرة في إطار عروض سفر متكاملة تضم الايواء والتنشيط بالإضافة إلى خدمات أخرى. وأضاف اشنكلي في كلمته ان مشروع مدينة المهن والكفاءات الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقة أشغاله والذي سيصبح جاهزا خلال الأسابيع المقبلة، يعتبر مشروعا مهما بحيث تبلغ طاقته الاستيعابية 3420 مقعدا، وسيؤمن عرضا تكوينيا متنوعا في مجموعة من القطاعات الأساسية، مضيفا ان الجهة تعتبر السباقة في انجازه مما سيمكنها من تعزيز رافعات التسويق الترابي وسيتم خلال الدورة المصادقة على تعديل الفصلين الرابع والخامس من اتفاقية الشراكة والمتعلقين بالتكلفة المالية للمشروع وبالتزامات الأطراف المتعاقدة طبقا للفصل السابع من نفس الاتفاقية وذلك من أجل تعبئة اعتمادات مالية لتمويل أشغال تهيئته الخارجية لتكون هذه المعلمة في مستوى قيمتها التكوينية.
ومعلوم ان أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس تراسها إلى جانب الرئيس كريم اشنكلي الكاتب العام لولاية جهة سوس ماسة نيابة عن والي ولاية الجهة وحضرتها أعضاء المجلس