بعد مرور ثلاثة أشهر على واقعة الاعتداء الجنسي على اربع طفلات على يد فرنسي مقيم بالمدينة العتيقة للعاصمة العلمية فاس، هذه الحادثة التي هزت الرأي العام الوطني، وأثارت استنكار الهيئات الحقوقية والمدنية، أصدرت أخيرا غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، بداية هذا الأسبوع، قرارها في الملف.
وأدانت هئية المحكمة “البيدوفيل” الفرنسي، المتابع بتهم تتعلق بـ ” التغرير بقاصرات وهتك عرضهن بالعنف، والتحريض والتشجيع لاستغلال أطفال تقل أعمارهم عن 12 سنة في مواد إباحية وذلك بإظهار أشرطة جنسية أثناء الممارسة والمحاكات والمشاهدة، وكذا حيازة واستهلاك المخدرات”، بالحكم عليه بثماني سنوات سجنا نافذا مع أداء تعويض مادي قدره 30 ألف درهم لإحدى الضحيات.
ومن الجانب الحقوقي، اعتبرت الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد، التي نصبت نفسها طرفا مطالبا بالحق المدني للضحيات في الملف، أن هذا الحكم القضائي جاء مخففا.
وقالت أسماء قبة، رئيسة الجمعية، في تصريح صحفي ، “إننا نحن غير راضين عن هذا الحكم، لأنه كان مخففا بالنظر للتهم الموجهة إلى المتهم”، مبرزة أنه كان للجمعية المذكورة أملا في تشديد العقوبة الحبسية في حق “البيدوفيل” الفرنسي على أن تكون على الأقل عشر سنوات.
وأضافت قبة، أنه تم استئناف القرار القضائي مع المطالبة بتعويض ثلاث طفلات أخريات، قبل أن تؤكد، أن الردع العام من طرف القانون يتأتى عن طريق إصدار أقسى العقوبات على كل من اعتدى على أي طفل، متسائلة: “كيف يمكن حماية هؤلاء أطفال من هذه الاعتداءات إذا استمر تخفيف العقوبات ضد الجناة، فالفعل الجرمي سيتضاعف؟”.
وكان المتهم الفرنسي الذي يبلغ من العمر 58 سنة، ضبطه سكان حي الرصيف متلبسا بالاعتداء الجنسي على أربع طفلات تتراوح أعمارهن ما بين 10 و 14 سنة، داخل محل للخياطة يستغله مكانا لأفعاله المشينة.
وبعد اعتقاله من طرف المصالح الأمنية، وخلال أطوار التحقيق التمهيدي والتفصيلي معه، اعترف تلقائيا بارتكابه الاعتداء الجنسي على الطفلات الأربع مع إرغامهن على ممارسات شادة.
وكانت الأخصائية النفسية، وصال المغاري، قالت ، إن نفسية الطفلات مهزوزة ومدمرة، مبرزة أنهن “كن يعانين ألما كبيرا لكنهن لم يكن في استطاعتهن التعبير عنه نظرا لردة فعل المجتمع اتجاههن”.
وفي نفس الوقت، رمت اللوم على المجتمع الذين يسبون ويعاتبون تلك الطفلات، حسب ما أدلوه في شهاداتهن للأخصائية، مشيرة إلى أن “نظرة هؤلاء الأفراد تكون قاسية تجاههن إذ يحاسبنهن على كونهن مذنبات ولسن ضحيات”، مشددة على أن كل الدعم النفسي الموجه لهن يذهب في مهب الريح، معتبرة أن خروج الطفلات إلى الشارع العام فإنهن يقابلن بالتحقير والشتم من قبل المجتمع”.