بقلم – ياسين أحجام (4 )
في ظني المتواضع غير القطعي و غير المتخصص أن الدين خلق للإنسان من أجل إيجاد فسحة نفسية يتم اقتناصها للهروب من عالم الماديات الذي يراكم كما هائلا من مسارات الاستهلاك القاتلة للإنسانية فينا ، لكن ما علاقة الدين بتنظيم الحياة و تفاصيلها المملة ، أليس هذا بحد ذاته انتقاصا من الدين الذي يمتح حلاوته من تلك الفسحة الجميلة الهادئة مع الذات و التي يهرب الإنسان بها إلى المحبة و الاستغراق في المحبة بدون عتاب و جلد للآخرين و الإمعان في محاكمة تصرفاتهم و التدخل فيما يحسون و يعيشون .
إن ما يمكن اعتباره دينا هو قبل كل شيئ تحرر للذات من القوانين الوضعية و الاعتبارات الاجتماعية الضاغطة إلى مجال الحلم و الذوبان في طقس روحي يرتاح فيه الفؤاد و العقل معا ، من هنا تأتي تلك الدهشة الصوفية التي تتم سرقتها من تفاصيل الحياة الغارقة في اعتيادياتها و في مساراتها المهيئة سلفا من طرف أناس عاشوا تجاربهم في الماضي حسب رؤيتهم الخاصة بهم .
لنتصور أن الدين هو مجال للانعتاق و الحرية بدل الامتثال و القيد ، هكذا يكون مفهوم الدين أرحب و يرتفع عن المحددات الاجتماعية القاهرة للنفس و الإرادة حيث يتم تطهير الذات من شوائب التدافع و الصراع و الدحض و الاحتقار .
إن ما ذهبت إليه الشرائع الدينية من ضرورة تقييد البشر في افعالهم و التحكم في غرائزهم هو نتيجة لرغبة المجتمعات لتنظيم الجماعات و الأفراد في سيرورة قانونية و نفسية منسجمة تساعد على دوام الإنتاج و المنفعة ، لكن ذلك لا يجب أن يقتل في الفرد تلك الجمالية اللامادية للدين و المتمثلة في المتعة الشخصية الحرة للإنسان مع نفسه دون أن يحشر نفسه في طقس جماعي رهيب يثقل شعور المرء بهواجس تأنيب النفس و ترويعها بالأحكام العقابية التي تحاصر عقل الإنسان من كل جانب و تمنع عنه الاستغراق في المحبة.
و عطفا على كل سبق من ظن و حدس فكري و شعوري متواضع فإن كل ما من شأنه إخراج الدين من دائرة المحبة الواسعة هو تعد على الدين نفسه و استفراد بتحقير الشعور الإنساني الحر الذي يشكل مبتغى الإنسانية جمعاء نحو الاختلاف الإيجابي و الحوار الفعال و التسامح الإيجابي بين مختلف الحساسيات الثقافية و الدينية التي تتعدد بتعدد الجغرافيا و مسارات التاريخ المستندة لنسبية الحقائق و عدم ادعاء امتلاكها من طرف واحد و فرضها بالقوة على الجميع .
هكذا فإن المحبة حينما تشيع وسط الاختلاف و الحق في التموقع الديني أو الإيماني يصير الدين أكثر نبلا و تهذيبا للبشر دونما حراسة رسمية للأفئدة بالحديد و النار .
- أكادير.. الضرب والجرح واحداث فوضى يطيح بشخص
- قنصلية المغرب بليشبونة خدمات إدارية سلسة وتعامل خاص مع الجالية المغربية
- ماكرون يؤكد دعم فرنسا لسيادة المغرب على الصحراء ويشدد على أهمية الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام”
- الرئيس الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون وحرمه السيدة بريجيت ماكرون يزوران ضريح محمد الخامس
- مباحثات بين قائدي البلدين الانتقال نحو مرحلة جديدة للعلاقات القوية بين المغرب وفرنسا
- الملك يستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزوجته بمطار سلا الرباط
- بيان حقيقة للرأي العام بخصوص إلغاء حفل سعيدة فكر بأكادير
- تزايد شكاوى الجمعيات والمنظمات: هل يضع والي سوس ماسة حدًا لاتفاقية مجلس الجهة مع مركز سوس ماسة؟
- درك بيوكرى يحبط تهريب طنين من “الكيف وطابا” و4 كلغ من الحشيش بعد انقلاب سيارة وفرار سائقيها
- مواطنون يسايرون جحيم انقاطاعات الماء الشروب بأكادير الكبير