أحداث سوس
أشاد خالد شوكات، الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة التونسية، بمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، باعتباره حلا واقعيا ومقبولا وجامعا لهذا الصراع، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية المغربية يجب عليها أن تتحرك على المستوى المغاربي لإقناع باقي دول المنطقة بهذا المقترح، والتي بدورها عليها إقناع الجزائر به”.
وأوضح شوكات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الشلل الذي يعرفه الاتحاد المغاربي يرجع بالأساس إلى الأزمات التي تعرفها العلاقات البينية بين الدول المغاربية الكبرى، أي المغرب والجزائر، بسبب قضية الصحراء وقضايا أخرى عالقة بين الطرفين، وهو ما يعتبر أمرا غير مقبول ذلك أن الضرورة الاستراتيجية والتحديات المطروحة أمام دول المنطقة تقتضي السير بهذا الاتحاد قدما إلى الأمام لتحقيق أحلام شعوب المنطقة، التي لا يجب على الدول أن تخذلها، وأن تهدر الطاقات والجهود في الاتجاه الخاطئ للتاريخ”.
وفي هذا الصدد، قال المسؤول الحكومي التونسي السابق: “يجب إيجاد حل لقضية الصحراء بأسرع وقت، وأعتقد أن الحل الذي تقدم به المغرب من أجل حل هذا النزاع، والمتمثل في الحكم الذاتي، يعد مقترحا مقبولا وجامعا، وبالتالي فإن الدبلوماسية المغربية يجب أن تتحرك في دول المنطقة لإقناعها بمساندة مقترح الحكم الذاتي، وأن تشكل هذه الدول حراكا فيما بينها من أجل إقناع الجزائر بهذا المقترح”.
واقترح شوكات “تحويل مقر الاتحاد المغاربي من الرباط إلى مدينة العيون، وجعل هذه الأخيرة عاصمة لهذا التكتل الإقليمي، وبالتالي تحويل هذه المدينة من موضوع صراع إلى موضوع وحدة وتكامل واندماج بما يعزز الوحدة المغاربية ويدفع بقاطرة الاتحاد المغاربي قدما إلى الأمام”، مشيرا إلى أن “اتخاذ العيون عاصمة للاتحاد المغاربي يحقق الأهداف المباشرة وغير المباشرة للوحدة المغاربية”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول مستقبل العلاقات المغربية التونسية، التي تعرف مرحلة “جمود دبلوماسي” منذ استقبال الرئيس التونسي زعيم جبهة البوليساريو خلال قمة “تيكاد”، أوضح الوزير السابق أن “وزير الخارجية التونسية أكد في آخر تصريح له عدم وجود أي أزمة بين البلدين بمعناها الحقيقي، وأن السفراء سيعودون لممارسة مهامهم الدبلوماسية في أقرب الأوقات، ونحن نتمنى أن يكون هذا الأمر مجرد سحابة عابرة”.
ولفت الانتباه إلى أن “التوازن الذي تقتضيه العلاقات الدبلوماسية المغاربية يقتضي من تونس أن تتخذ موقف الحياد الإيجابي في علاقتها مع المغرب والجزائر، ويجب تجاوز الخلافات في أسرع وقت، خاصة أن تونس على المستويين الاقتصادي والتجاري بحاجة إلى المغرب”.
وجوابا عن سؤال حول أهمية انخراط الدولة التونسية في الدينامية التي تشهدها قضية الصحراء وتنامي الدعم الدولي لمغربية الصحراء، خاصة أن ملك المغرب أكد أن الرباط أضحت تعتبر قضية الصحراء بمثابة المنظار الذي تنظر به إلى العالم، سجل الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة التونسية أن “تونس كانت تاريخيا ضد قيام دولة سادسة في المنطقة المغاربية بحكم أن الأمر ليس له أي معنى، كما أن الدولة التونسية اليوم مؤهلة لتفهم المغرب على هذا المستوى، وأن تدعم مقترح الحكم الذاتي باعتباره حلا وسطا يُبقي من جهة الصحراء تحت السيادة المغربية ويحقق مطالب الساكنة الحسانية من جهة أخرى”.